اختارت له عنوانا نابعا من ذاتها عاكسا للوضع السياسي والإجتماعي والثقافي الذي تعيش على وقعه البلاد ... وضع وصفته بالضبابي فترجمته في لوحات فنية اجتمعت في معرض "حرية مشبوهة " هي الفنانة أمال بن صالح زعيم لجمهورها تعرض عصارة جهد سنوات بدار الثقافة ابن رشيق . من المعارض الجماعية الى الفردية و من "العشق الأزرق " الى "لعنة الكرسي" و "حركة و سكون " تعود الفنانة امال بن صالح زعيم الى عشاق الريشة و الألوان بمعرض "حرية مشبوهة" الذي يختتم اليوم السبت 4 جويلية بدار الثقافة ابن رشيق . تتعانق الألوان وتتشابك الخطوط لتكشف عن تفاصيل واقع سياسي واجتماعي مضطرب... ألوان قاتمة تلتقي لتكشف عن ضبابية المشهد السياسي و الإجتماعي و الثقافي في تونس و في العالم كما وصفته صاحبة المعرض امال زعيم ... 17 لوحة فنية تحلت بها جدران دار الثقافة ابن رشيق ألوان قاتمة و خطوط متشابكة كانت كافية للتعبير عن واقع سياسي واجتماعي وثقافي متأزم... بين اللون الأسود و البني و ما يحملانه من قتامة ينبلج اللون الأبيض و كأن بصاحبة هذه الصور تبحث عن بصيص أمل و توق الى عالم جميل فيه من الحلم والتفاؤل ما يجعل الإنسان في كل مكان و زمان يصبو الى حياة أفضل و عالم اجمل ... لا يمكن ان تكتشف من الوهلة الأولى مقاصد ومعاني تلك اللوحات التي اختارت لها امال بن صالح زعيم عناوين قاتمة تشبه تلك المضامين (" اشتباك" "اعتراف " "الحركة" "اغتيال" " حالة حرجة") فالزائر لهذا المعرض يكتشف مدى قدرة ريشة الفنان على التعبير و الكشف عن واقع معيشي بما يحمله من تقلبات سياسية و اجتماعية و ثقافية لكن سرعان ما يعترضك بصيص أمل فتشعرك تلك الألوان الهادئة و الخطوط الطويلة و الدوائر المفتوحة بالراحة و السكينة و الصفاء ... تختلط عليك المقاصد فتجد نفسك في حضرة فنانة استطاعت ان تطوع الألوان و الأشكال للكشف عن حالة نفسية يعيشها الإنسان الْيَوْمَ في كل مكان من العالم ... تقول صاحبة العمل امال بن صالح زعيم رسالة " حرية مشبوهة هو انعكاس لواقع محفوف بالمخاطر واقع ضبابي لا ينبئ بخير لكن يبقى الأمل قائم فتمسكوا بالتفاؤل و تحصنوا بأحلامكم و اصمدوا فالغد سيكون أفضل ...." هكذا هي الفنانة التشكيلية امال بن صالح زعيم تبوح في أعمالها بما يختلج في ذاتها ... فريشتها عفوية متشنجة احيانا هادئة حينا آخر و بقدرما تكشف عن واقع الانسان في كل مكان في الأرض فهي ايضا تكشف عن ذاك الواقع الذي يدور حولها منه تستمد افكارها و تعبر عن ذاتها بكل حرية على عكس تلك "الحرية المشبوهة" .... فمهما كانت حريتنا مشبوهة فريشة الفنان تبقى حرة لأنها دائماً ما تعانق الإبداع و لا يمكن ان نتحدث عن الإبداع دون حرية ....