تعيش تونس منذ أيام على إيقاع الامتحانات الوطنية من السيزيام إلى البكالوريا والنوفيام وبغض النظر عن نتائج هذه المناظرات الوطنية أو عدد المتوجين بها فإن نتائج هذه المناظرات تطرح مجموعة من الأسئلة حول النظام التعليمي في تونس. فالنظام التعليمي في تونس يعاني منذ سنوات من صعوبات هيكلية بسبب القرارات الثورجية غير المدروسة التي تم اتخاذها منذ الثمانينات وخاصة خيارات التعريب غير المنطقية التي تم اتخاذها بداية من السبعينات دون أي دراسة منطقية تراعي قدرات التلميذ من جهة وقدرة الاطار التربوي على تنفيذ هذه الخطط العبثية التي اتخذها وزير التربية آنذاك أدريس قيقة ونفذها محمد مزالي. ففي كل عام تكشف نتائج الامتحانات الوطنية حجم التفاوت في بعض المواد وخاصة اللغات وهو ما يطرح ضرورة مراجعة برامج التدريس خاصة في باب اللغات الذي تؤكد كل تقارير التربية والتعليم أنه يحتاج إلى مراجعة عاجلة لا تحتاج الانتظار. فنتائج المناظرات الوطنية من سيزيام ونوفيام وبكالوريا تؤكد أن النظام التعليمي في تونس يحتاج إلى مراجعة عاجلة اليوم قبل الغد إذ لم يعد يتحمل النظام الحالي التربوي ما يحدث اليوم من انهيار لهذه المنظومة التي تشرف على نهايتها. فتونس تعاني من سنوات طويلة من فشل ذريع في المنظومة التربوية بكل مراحله وهو من أسباب انتشار وتغلغل الفكر الداعشي بين الشباب وحان الوقت لمراجعة هذه المنظومة التي لم تجن منها تونس إلا الخراب والفشل. فتونس تستحق مستقبلا أجمل وهذا لن يتحقق ما لم تتم مراجعة شاملة لكامل المنظومة التربوية والثقافية وخاصة في مستوى مناهج تلقي اللغات فالانفتاح على ثقافات العالم يمر حتما عبر استيعاب اللغات والثفافات الأجنبية. ففي كل عام تكشف معطيات البكالوريا ونتائج مواد العلوم الانسانية ومنها اللغات عن خارطة طريق يفترض أن تتم ترجمتها على أرض الواقع لكن يتم للأسف رميها في الأرشيف ولا يهتم أحد بدراستها رغم أنها أرقام ذات دلالة. فمتى تهتم وزارة التربية بأرقامها وتخضعها للدراسة والتحليل؟ نورالدين بالطيب