اغتصبوها وتداولوا على اغتصابها أفرادا وجماعات من «زمان بوعنبة» الى زمان اللوز المرّ والزيتون «الجالي» استباحوا شرفها وحشروا أنفها في التراب، دنسوها وداخوا بشبق الاغتصاب و«تهستروا» الى حد الجنون وتدافعوا على اغتصابها هذا ينبح على هذا وهذا يكشر أنيابه على هذا والآخر يغدر الآخر وذاك يعض ذاك تماما كما لو كانوا كلابا سائبة انفردت بكلبة «صارف» يوم لقاحها، هذا يتلذذ أن يراها «عريانة قلم» والآخر أن يراها «زُنْط» وهذا يلبسها قميص عثمان والآخر قميص ابراهيم (القصاص) وذاك يلبسها جبة الحلاج وذاك برنس المرزوقي، وهذا يلبسها سروال عبد الرحمان والآخر نقاب جامعة منوبة تارة وأخرى فستانا من فساتين ليلى البنفسجية. ماذا يساوي اغتصابك يا مريم أمام شناعة اغتصابها، قيل إنك تجاهرت بالفحشاء فكان جزاؤك الفحشاء وكأن لا دواء للفحشاء إلا الفحشاء ولا تلقيحا لمقاومة الفحشاء إلا الفحشاء ماذا يساوي اغتصابك يا مريم مهما كان فاحشا أمام اغتصابها الأفحش مليار مرة لا شيء أو ربّما صفر فاصل صفر، ماذا يساوي اغتصابك يا مريم وإن تجندت له الأقلام وواكبه الإعلام واهتزت له الأقوام في الداخل والخارج، وربما في كواكب أخرى غير كوكبنا الأرضي المبني في عقيدة الجدّات على رأس كلب لا يهم إن كان «دوبرمان» أو «سلوقي» أو مجرد «كلب عربي» «مربّي» أو سائب المهم أنه كلب وله رأس ككل الكلاب التي يُقام عليها البناء ويأخذ استقامته من استقامة ذيولها. ماذا يساوي اغتصابك يا ابنتنا مريم وماذا تساوي شناعته أمام اغتصاب تونس من زمان بوعنبة الى أن تفتحت أزهار الزيتون «الجالي» واللوز المرّ. اغتصب إنها تونس