تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة الشروق الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. السؤال الأول
أصبت بكسر في يدي اليسرى ممّا استوجب وضعها في الجبس لمدة لا تقل عن شهر . ماذا أفعل عندما أكون مجنبا لأني عاجز عن استعمال الماء للطهارة؟
الجواب:
بداية نسأل الله لك الشفاء العاجل. إذا كنت عاجزا عن استعمال الماء بحكم كسر في يدك فلك أن تتيمم فإن عجزت عن ذلك بنفسك فيمكنك أن تستعين بمن يممّك مثل الزوجة أوأحد الأبناء أوغيرهما . قال تعالى {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}( المائدة:6).
السؤال الثاني
صليت العشاء ولم ينتقض وضوئي ولم أشعر بأنه نزل مني شيء وقبل أن أبدأ في صلاة الشفع والوتر ذهبت إلى الحمام وقد وجدت الدم وتبين أنه حيض. ما حكم صلاتي للفرض وماذا يجب علي أن أفعل؟
الجواب
اعلمي أيتها السائلة الكريمة أنه إذا كنت جاهلة بوجود الحيض ثم صليت فالإثم مرفوع عنك إن شاء الله لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}(الأحزاب:5) لأنك في الحقيقة لم تتعمّدي ذلك هذا إن كنت قد صليت مع وجود الحيض جاهلة بوجوده. كذلك إذا كنت تشكين هل طرأ الحيض خلال الصلاة أوبعده فكذلك لا حرج عليك وصلاتك صحيحة أيضا.
السؤال الثالث:
انا متزوج منذ 7 سنوات وأبي يتدخل كثيرا في كل كبيرة وصغيرة من حياتي الزوجية بل يهينني أمام زوجتي ويشتمني وأنا أرفض التدخل في حياتي الزوجية وقراراتي الخاصة علما وأني أحب والدي ولا أريد منه أن يتدخل في حياتي.. هل يعتبر ذلك عقوقا ؟
الجواب:
اعلم أيها السائل المحترم أنه لا يحق لوالدك أن يتدخل في شؤون حياتك الخاصة التي لا علاقة له بها كما لا يحقّ له أن تخبره بكل كبيرة وصغيرة تهم حياتك الزوجية وإن امتنعت عن ذلك فلا يعتبر تصرفك هذا عقوقا لكن ينبغي أن يكون تصرفك معه رفيقا ولينا وأن تتحاشى إغضابه مع الصبر لعل الله يفتح بصيرته.
السؤال الرابع
ما معنى قوله سبحانه وتعالى {إنما أموالكم وأولادكم فتنة}؟
الجواب:
هذه الآية رقمها 15 من سورة التغابن {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}. ومعناها أن المال والولد فتنة وأنهما اختبار وابتلاء فمن الناس من يكون المال والولد سببا في صلاحه واستقامته ومنهم من يكون سببا في طغيانه وصرفه عن طاعة ربه سبحانه فمن الفتنة أن الإنسان يلتهي بهما عن العمل الصالح أو يحملانه على قطيعة الرحم أو الوقوع في المعصية ولهذا قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (المنافقون:9).
السؤال الخامس
بعد الثورة تقدّم كثير من الناس العاديين لإعطاء الدروس في المساجد وهم غير مؤهلين لذلك باعتبار أنهم لا يتقنون اللغة ولا يفرقون بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة ويخلقون الضجة أحيانا بين الناس. ما حكم هؤلاء؟
الجواب
اعلم أيها السائل المحترم لا شك أن تعليم القرآن والسنة ودعوة الناس إلى الخير فيها من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى مصداقا لقوله تعالى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(آل عمران:104) لكن يجب على الذي يتصدر لدعوة الناس وتعليمهم أن يكون على بصيرة بما يدعوإليه ويعلمه للناس ففاقد الشيء لا يعطيه والذي ليس عنده علم لا يمكن أن يعلّم غيره بل ضرره أكثر من نفعه. قال الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (من تعبّد الله بغير علم كان يفسد أكثر ممّا يصلح). . والله أعلم.