قام ما يناهز 600 من الموظّفين باقتراف واحدة من أرذل أنواع التحايل، كان ذلك حين سوّلت لهم أنفسهم الملهوفة الطمّاعة واستعملوا المخادعة للحصول على منحة هم يدركون أنّها من حقّ العائلات المعوزة، من حقّ العاجزين على توفير اللّقمة وليس من حقّ العاجزين على توفير الوطنيّة لأنفسهم وإن كانت في حدودها الدّنيا، أولئك الذين لهفوا 200 دينار ولعقوا شفاههم بألسنتهم ثمّ هم يتربّصون كالذئاب الموبوءة بمنحة أخرى أو قفّة أخرى أو شكارة سميد أخرى أو دبّوزة زيت أخرى أو حتى خبزة أو كسرة أخرى! تماما كالجراد المرادي لا يترك ليّنة ولا صلبة، بل إنّ الجراد يلهف ويحترم خاصيّة اللّهف لدى بقيّة السرب، أمّا قطيع ال 600 فليس غير نفسي نفسي والطوفان من بعدي! وحتى تتمّ معالجة هذه السرقة الشنيعة التي تأتي في زمن الحرب وفي زمن الغيض الاقتصادي الذي يخيّم على بلاد تخوض معركة شرسة ومجهولة المآلات، يتحتّم عدم الاكتفاء بإعادة المنحة، والذهاب مباشرة في فضح هؤلاء من خلال نشر أسمائهم، وكما تمّ نشر أسماء 40 ألف قوّاد من الذين أرهقوا الشعب في زمن الدكتاتوريّة، يجب نشر أسماء 600 سارق، وهم الذين أبانوا عن نوعيّة مدمّرة من الطمع، ويجب التنبيه أنّه إذا سحبت منهم السرقات في صمت، سيعودون إلى فعلتهم عبر ثغرة أخرى من ثغرات الحرب التي تخوضها البلاد على الوباء القاتل. نصرالدّين السويلمي