قرر مجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد في تونس أمس الاربعاء 2 مارس 2016، اعتبار حزب الله اللبناني "تنظيما إرهابيا"، معتبرا في بيان أصدره ، أن لحزب الله دور في "تقويض استقرار المنطقة العربية". وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من قرار مماثل اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي. وانسحاب العراقولبنان من اجتماع المجلس.
قرار، يعتبره البعض، سياسي بامتياز يخدم مصلحة المملكة العربية السعودية بدون منازع خاصة في حربها الباردة ضد إيران. فالسعودية قامت بتصنيف أسماء لقياديين ومسؤولين في حزب الله على لائحة الارهابيين في نوفمبر 2015 على خلفية ما اعتبرته مسؤولياتهم عن عمليات لمصلحة الحزب في أنحاء الشرق الأوسط، وهي كانت الخطوة الأولى للضغط على المجتمع الدولي لإدراج الحزب على لائحة الارهاب على المستوى الدولي. وقرار مجلس وزراء الداخلية العرب أمس يعتبر الخطوة الثانية للضغط على المجتمع الدولي ضد حزب الله تمهيداً لضم كل مليشيات إيران الشيعية بسوريا على اللائحة نفسها، واعتبارها تنظيمات ارهابية. وهو ما يؤكد أن هذه الخطوة العربية - السعودية تهدد بتزايد التصعيد بين المحورين الإيراني السعودي في المنطقة. العراقولبنان رفضتا هذا القرار وعبرتا عن ذلك بانسحابهما من اجتماع المجلس بينما موقف تونس لا يبدو واضحا فوزير الداخلية الهادي مجدوب يؤكد أن تونس لم تتحفظ عن تصنيف حزب الله اللبناني تنظيما ارهابيا بينما وزير الشؤون الخارجية خميس الجهناوي يعتبر أن تونس غير معنية بهذا الأمر وفي المقابل يؤكد العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر أن تونس تبنت قرار مجلس وزراء داخلية العرب من منظار سياسي لأن هذا التصنيف هو من المصلحة العليا للبلاد التي تتماشى مع الوضع العام بقطع النظر عن إن كان الموقف صائبا أو غير صائب. فأمام هذا التباين في الموقف التونسي الرسمي والغير رسمي حول تصنيف حزب الله اللبناني ضمن التنظيمات الارهابية نقف مدهوشين من قرارات تتخذ فقط لخدمة مصالح طرف معين ومواقف تغالط الرأي العام العربي وتختلق فتنا ومعارك طائفية الأمة في غنى عنها. ذلك ان تصنيف حزب الله اللبناني المعروف بالمقاومة ضد الكيان الصهيوني بالتنظيم الارهابي يعمق حالة التجزئة التي يعيشها العالم العربي ويعيق المقاومة. فحزب الله لم يكن يوما بالتنظيم الارهابي بل هو التنظيم الوحيد الذي وقف بصرامة في قلب معسكر المقاومة الصامدة وفي وجه المخططات الصهيونية وادواتها التكفيرية التي انتشرت في العالم العربي والاسلامي. ويعتبر قرار المجلس خيانة كبرى للعالم العربي الذي رد له سماحة الشيخ حسن نصر الله امين عام حزب الله العز والشرف في العديد من المناسبات وكان داحرا للكيان الصهيوني من الجنوب اللبناني سنتي 2000 و 2006. فحسن نصر والله أو سيد المقامة كما يسمى قرر أن يحي بطلا فكان له ذلك، فعزت على "الأعراب" بطولته فقرروا أن ينعتوه بالإرهابي. فبعد خيانة الرئيس صدام حسين يسجل التاريخ اليوم خيانة عربية جديدة لقائد عربي فذ آخر، وهو السيد حسن نصر الله الذي أرجع المقاومة والعز لأمة تعودت على الذل والهزيمة وهو الذي وعد فصدق وانتصر على الكيان الصهيوني في 34 يوما في حرب "تموز- جويلية" 2006 وهي العمليات القتالية التي بدأت في 12 جويلية 2006 بين قوات من حزب الله اللبناني وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي والتي استمرت 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية وفي العاصمة بيروت، وفي شمالي إسرائيل، في مناطق الجليل، الكرمل ومرج ابن عامر وسمية هذه العملية ب"الوعد الصادق" ونجح فيها حزب الله بينما فشلت امة كاملة في الوقوف أمام وجه هذا العدو الجائر. واليوم وبعد هذا التاريخ المشرف للحزب ولسماحة الشيخ يصنف "حزب الله" ضمن التنظيمات الارهابية، وهو قرار خاطئ آخر يتخذه الأعراب ويتبعه آخرون ربما دون تفكير أو ربما بمقابل، من يدري.. فعفوا سماحة الشيخ حسن نصر الله لقد خانوك.