مفاجأة في المشهد الصناعي الفرنسي. أعلنت شركة صناعة السيارات "رينو"، يوم الأحد 15 جوان، في بيان رسمي، استقالة مديرها العام لوكا دي ميو، بعد خمس سنوات قضاها على رأس المجموعة. و جاء هذا القرار بشكل غير متوقع، لاسيما وأن المسؤول الإيطالي كان قد جُدّد له في منصبه لأربع سنوات إضافية في ماي 2024. و جاء في البيان المقتضب: «بعد خمس سنوات على رأس مجموعة رينو، أبلغ لوكا دي ميو قراره بمغادرة مهامه من أجل خوض تحديات جديدة خارج قطاع السيارات». توقيت مفاجئ للإعلان يُثير توقيت الإعلان الاستغراب، إذ كان لوكا دي ميو لا يزال نشيطًا على الساحة العامة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا سيما خلال مشاركته في سباق "24 ساعة لومان"، حيث كانت علامة "ألبين" ممثلة فيه. و في تصريح لقناة "BFM Business"، شدد على أهمية تطوير محركات الهيدروجين كخيار استراتيجي مكمّل للسيارات الكهربائية بالكامل، وهي توجه تكنولوجي طموح تسعى رينو إلى ترسيخه في مواجهة المنافسة الصينية المتسارعة. منذ وصوله سنة 2020 في ظرف دقيق تميّز بخسائر تاريخية واضطراب في مرحلة ما بعد كارلوس غصن، نجح لوكا دي ميو في إطلاق ديناميكية انتعاش جديدة، خصوصًا من خلال التركيز الاستراتيجي على الطرازات الكهربائية وتحسين الوضع المالي للمجموعة. ورشة كبرى: كهربة النماذج بوتيرة متسارعة تحت إدارته، شهدت مجموعة رينو عملية إعادة هيكلة جذرية لخط إنتاجها. ومن بين المشاريع الرمزية في هذا التحول، سيارة "توينغو" الكهربائية التي من المرتقب أن تُطرح بسعر يقل عن 20 ألف يورو. كما تم الإعلان عن طرازات جديدة مثل "رونو 5″، و"رونو 4″، ونسخة محدثة من "سينيك"، في إطار سعي واضح لاستعادة الحصة السوقية في قطاع السيارات الكهربائية، ومواجهة الهجوم الكاسح من جانب المصنعين الصينيين الذين يبتكرون بسرعة مذهلة. و قد اعتمد هذا التحول أيضًا على إعادة تنظيم صناعي، من خلال إنشاء فروع جديدة مثل "Ampere" (للسيارات الكهربائية) و"Horse" (للمحركات الحرارية)، إضافة إلى السعي لجعل رينو فاعلًا رئيسيًا في سلسلة القيمة في مجالي الطاقة والتكنولوجيا. انتقال محتمل إلى عالم الرفاه الفاخر مع مجموعة Kering؟ رسميًا، يغادر لوكا دي ميو قطاع السيارات من أجل «خوض تحديات جديدة خارج القطاع». لكن، وبحسب معلومات متقاطعة نقلتها صحيفة "لو فيغارو"، فإن الرجل القوي في رينو قد يكون في طريقه إلى مجموعة "كيرينغ" الفرنسية الفاخرة، المالكة لعلامات مرموقة مثل "غوتشي"، "بالنسياغا" و"إيف سان لوران". و إذا ما تأكدت هذه الخطوة المهنية، فإنها ستمثل تحولًا جريئًا في مسيرة مدير سبق له أن عمل ضمن مجموعات "فيات"، "فولكسفاغن" و"سيات".