اهتمت صحف العالم بمختلف توجهاتها بحادثة سيناء الإرهابية التي تؤشر في نظر البعض على محاولة ما يسمى بتنظيم «داعش» بالعودة من جديد، في وقت لا تخفي فيه بعض الكتابات الأخرى في الصحف التي رصدناها انتقادها للخيارات السياسية للتعامل مع هذا الهجوم. ولكن مختلف القراءات تتفق على بشاعة هذه العملية الإرهابية وعلى أنها الأعنف في تاريخ مصر. الأوبزرفر: القبضة الحديدية لن تنجح تحت عنوان «رد القاهرة بالقبضة الحديدية على الهجمات الإرهابية لا ينجح»، تناول الكاتب سايمون تزدول التعليق على رد الفعل السياسي والقرارات التي اتخذها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب الضربة الإرهابية التي استهدفت سيناء. وقد انتقد الكاتب تصريح السيسي ووعوده بالانتقام للشهداء وإعادة الاستقرار والأمن عن طريق استخدام «القوة الغاشمة». ويستند الكاتب في مقاربته الناقدة تلك إلى فشل كل من اتخذ القوة ردا للتعامل مع الخصوم في تاريخ مصر، معتبرا أن حظ السيسي لن يكون أفضل منهم. ويرى الكاتب أن «القبضة الحديدية» لم تؤد إلى إضعاف المتطرفين بقدر ما يمكن أن تعتبر مسؤولة عن زيادة قوة ما يسمى ب»ولاية سيناء» التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي. وهنا يشير الكاتب إلى هزيمة التنظيم في سورياوالعراق وسعيه إلى إعادة تنظيم صفوفه في ليبيا وقد تكون سيناء أيضا وجهة أخرى من الوجهات التي يقصدها ما تبقى من إرهابيي التنظيم في العراقوسوريا. لوباريزيان: «»داعش» يستهدف المسلمين بمختلف مذاهبهم» امتدت تغطية صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية لهجوم سيناء على صفحتين معنونة «مذبحة في مصر». وحاولت الصحيفة التعمق أكثر في دلالات هذه العملية من خلال ما نقلته من تصريحات الخبير الاستراتيجي ألان رودييه. وحمل الخبير «داعش» مسؤولية «المذبحة الرهيبة». وأشار الخبير الفرنسي إلى أن تنظيم «داعش» يستهدف كافة المسلمين بمختلف مذاهبهم، ويعتبر كثيرين منهم مرتدين عن الإسلام، فللتنظيم تعريفه الخاص للإسلام الذي يكون بموجبه بقية المسلمين مستهدفين. وتطرقت الصحيفة إلى جانب ذلك إلى تبعات هذه الهجمة على السياحة المصرية، مشيرة إلى أن 20% من السياح الذين زاروا مصر العام الماضي هم سياح فرنسيون، وقد تؤدي هذه الضربات إلى تخوف السياح من زيارة مصر في المستقبل. الغارديان : تصعيد كبير وصفت صحيفة الغارديان البريطانية الهجوم بأنه «أحد اعنف الهجمات في مصر في التاريخ الحديث». ورأت الصحيفة أن الهجوم يشكل تصعيدا كبيرا في معركة مصر مع المتشددين الإقليميين والإرهابيين. وتناولت الصحيفة تفاصيل الهجوم وتنفيذ العملية التي كانت مدروسة بشكل جيد مما يفتح صفحة جديدة في نوعية الضربات الإرهابية وأهدافها في مصر. واشنطن بوست: رد فعل انتقامي «مع فقدان الخلافة، داعش يمكن أن يتحول إلى مزيد من التهور والتطرف» هو العنوان الذي اختارته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية لتحليل الضربة الإرهابية التي استهدفت مسجد الروضة. ورأت الصحيفة الهزائم التي منيت بها «داعش» الفترة الأخيرة، سيؤدي بالتنظيم أو ما بقي منه للتهور والتطرف المتزايد والمبالغة في استخدام العنف، وذلك ليرد على الضربات الموجهة التي وجهت له والتي أدت إلى هزائم متلاحقة في العريشوالعراق. ورأت أن الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة هو رد فعل انتقامي على خسائر التنظيم في العراقوسوريا، ووصفته ب»التصعيد المأساوي». اختيار توقيت الهجوم خلال صلاة الجمعة واختيار مسجد صوفي ليكون هدفا للعملية يبرز أيضا بالنسبة إلى الصحيفة الأمريكية مستوى جديدا من اليأس والإحباط بين أتباع من تبقى من تنظيم «داعش».