تعيش منطقة «المراونة» الواقعة على بعد حوالي15 كلم غرب مدينة القصرين وتتبع اداريا معتمدية فوسانة، منذ اول هذا الاسبوع حالة كبيرة من الاحتقان والحيرة في صفوف متساكنيها الذين يبلغ عددهم حوالي2500 شخص جراء انقطاع الماء الصالح للشراب عن منازلهم، اثر تعرض الشبكة التي توصل المياه الى منازلهم لعمليات تخريب تسببت في اتلاف العديد من القنوات والتجهيزات الجديدة التي تولى تركيزها برنامج «التعاون السويسري» المشرف على مشروع تزويد المنطقة بمياه الشرب وقد ادى ذلك الى حرمان المتساكنين من التمتع بنعمة «مياه الشرب» لعدة ايام متتالية قد تستمر لاسابيع اخرى في صورة عدم تدخل السلط المعنية لحل الاشكال وحسب ما افادنا به بعض المواطنين فان انقطاع المياه جاء اثر خلاف بين الهيئتين القديمة والجديدة للجمعية المائية التي تتولى تسيير المشروع حيث عمد مجهولون يرجح انهم يحسبون على الهيئة القديمة الى تخريب المنشات المائية وتمزيق الانابيب البلاستيكية سواء التي توجد تحت الارض او فوقها، مما فرض على الجمعية قطع المياه من الخزان الرئيسي حتى لا يضيع دون فائدة، ويحمّل هؤلاء مسؤولية ما وقع للسلط التي بقيت تتفرج دون ان تبادر بردع المخربين واحالتهم على العدالة ووضع حد لعربدتهم وتلاعبهم بمصالح كل متساكني القرية التي تعد اكثر من350 عائلة اصبحوا بين عشية وضحاها دون مياه والحال انها متوفرة وكل تجهيزات ايصالها اليهم موجودة من خزان وشبكة متكاملة من القنوات والعدادات التي وقع تركيزها في كل منزل، وفي المقابل قال مواطنون اخرون ان الهيئة الجديدة فرضت عليهم دفع مبلغ مالي قدره250 د لكل اسرة مقابل ادخال الماء الصالح للشراب وهم يرفضون ذلك ويعتقدون(على خطا) ان البرنامج السويسري انجز لهم المشروع بصفة مجانية وكرد فعل على ذلك قامت مجموعة من الغاضبين بتخريب شبكة القنوات، وحول هذه المسالة ذكر اعضاء الهيئة الجديدة للجمعية المائية بان مبلغ 250 د هو ثمن العداد وايصال الشبكة في المنازل وهو اجراء معمول به في كل مشاريع المياه المماثلة التي يشرف عليها البرنامج السويسري وهو مبلغ زهيد جدا بالمقارنة مع التكلفة الاجمالية الكبيرة للمشروع لحفر البئر العميقة وبناء الخزانات ومجامع توزيع المياه ووضع عشرات الكيلومترات من القنوات.. وبين هذا الطرف وذاك والاختلاف المفتعل بينهما والرغبة في التمتع المجاني بالمياه، بقيت هذه الاخيرة منقطعة والشبكة مخربة ورغم حضور وحدات الحرس الوطني على عين المكان لمعاينة اثار التخريب فانه الى حد الامس مازالت الوضعية كما هي ويضطر المتساكنون الى البحث عن جرارات بصهاريج لشراء المياه وتخزينها في حاويات بمنازلهم من اجل تامين حاجياتهم ليعودوا بذلك الى مرحلة ما قبل»وصول المياه» الى قريتهم..