أصدر الزميل الصحفي ناجي بن جنات مؤخرا كتابا اختار له عنوان «حوارات وأفكار مع نخبة من المثقفين التونسيين»ممن برزوا بإسهاماتهم الفكرية النوعية التي تلقى تقديرا كبيرا واهتماما واسعا من القراء والنقاد، وتشكل علامات مضيئة في مسار الثقافة في تصورها العام وغايتها النهائية مثل الدكتور عبد المجيد الشرفي والأستاذ قيس سعيد والدكتور حمادي بن جاء بالله والدكتور محمود طرشونة والكاتب والشاعر حافظ محفوظ. ميزة هذه الحوارات هي انها اتت في مرحلة مفصلية ودقيقة تعيشها تونس غاب فيها المثقف وانحسر خلالها دور الثقافة كعنصر تقدمي يسهم في عملية الاصلاح والبناء ويدفع نحو المستقبل.. مرحلة حسبما رآها الكاتب ناجي بن جنات:»تاهت خلالها تونس بين مزايدات السياسيين وتجاذبات الاحزاب التي اورثت الوطن الافلاس السياسي والانهيار الاقتصادي والتأزم الاجتماعي ناهيك عن التصحر الفكري، بهذا المعنى لا احد اولى من المثقف لكي يعيد ترتيب الاولويات انطلاقا من فهم ما يجري من حوله بفكر نقدي، عقلاني، تنويري، تحرري بعيدا عن اوهام النخبة التي استوطنت اذهان بعض المثقفين وساهمت في ارباك عمل الفكر وعرقلة نشاك الفهم». هذه الحوارات حسب ما ورد في الصفحة 14 من الكتاب تتضمن :»طموحا مشروعا لفهم ما جرى ويجري على ساحات الفكر والثقافة والسياسة والمجتمع والعالم من حولنا في مرحلة دقيقة تتطلب الكثير من الواقعية والعقلانية والموضوعية والبراغماتية في مقاربة الواقع وقراءة الاحداث والمتغيرات بمعرفة وشجاعة وصدق ووضوح.» كل الحوارات سبقتها مقولة مهمة للمستجوب فكانت بالنسبة للدكتور عبد المجيد الشرفي:»الثقة في النفس ووضوح الرؤية يستطيعان تحقيق ما يبدو مستحيلا لدى من يعيش على الاوهام ويركن الى الكسل الذهني ولا يجرؤ على مخالفة الرداءة السائدة في محيطه.»و في الصفحة 25: «ما نحتاج اليه اليوم هو البحث المتضامن عن فهم افضل لتاريخنا ولواقعنا ولمستقبلنا المشترك»وبالنسبة الى الاستاذ قيس سعيد فان الثورة من المفاهيم التي تحتاج الى اعادة تعريف كالمجتمع المدني والديمقراطية:».. والحرية لا يمكن ان تتحقق إلا اذا توفرت اسبابها «ص 43. ورأى الدكتور حمادي بن جاء بالله في حواره اننا في امس الحاجة اليوم الى نشر الروح الديكارتية – الكانطية باعتبارها من خير التعابير عن حقيقة العصر الحديث. ولاحظ الدكتور محمود طرشونة ان الثقافة اليوم لم تعد تعترف بالحدود الجغرافية والحضارية وإنها تتجه نحو ثقافة كونية يجد كل انسان نفسه فيها وقال:» لم يعد المثقف يجد اذانا صاغية بعد هيمنة السياسي على المهج والعقول وبعد ان تحول الصراع الى ارض الواقع اليومي البائس.»ص 137. الشاعر حافظ محفوظ افاد للكاتب ناجي بن جنات ب:» ان تفكر في الحداثة دون التفكير في الكونية مجرد لهو، هذا ما صنع اعطابا في مسار الفكر التحديثي العربي. سيرة ذاتية مفصلة. يذكر ان الإعلامي والكاتب ناجي بن جنات من مواليد صفاقس سنة 1967 متحصل على الاستاذية في اللغة والآداب والعلوم الانسانية بصفاقس وهو حاليا صحفي باذاعة تونس الثقافية صدرت له مجموعة شعرية بعنوان»ورود على قبر الرحيل»سنة 2009 وله تحت الطبع رواية بعنوان « اسلاك شائكة»ومجموعة شعرية بعناون السير على حافة الاحتمال».