تونس-الصباح الأسبوعي - أبرز المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في تصريح ل»الصباح الأسبوعي» أن الانتخابات البلدية، هامة من حيث الصلاحيات التي أصبحت تتمتع بها المجالس البلدية ومن حيث تأثيرها المباشر على الواقع المعاش للمواطنين. وأضاف الجورشي أنه «مع ذلك قد يختلف الأمر من بلدية إلى أخرى حسب المرشحين وأدائهم والإمكانات المالية لهذه البلدية أو تلك واختلاف المشاكل التي سيكون على كل مجلس بلدي مواجهتها.» وبشكل عام يعتبر الجورشي أنه سيكون هنالك تأثير إيجابي لهذه الانتخابات بقطع النظر عن حجم المشاركة أو النتائج التي ستفضي إليها. «فعندما تنتصب المجالس البلدية المنتخبة للشغل والعمل ستجد نفسها مدفوعة بحماس المنتخبين الجدد ولكن أيضا أمام المراقبة المباشرة للمواطنين،» على حد تعبيره. ويرى محدثنا أن الوضع العام سيكون أفضل مما كان عليه قبل الانتخابات. بين الأحزاب والمستقلين أما بخصوص طبيعة الانتخابات المحلية واعتبار البعض أنها متماشية أكثر من طبيعة الترشح المستقل أكثر من تماشيها مع منطق الأحزاب التي تقدم عادة مشاريع شاملة لا ترتبط بخصوصيات وتحديات كل منطقة، فإن الجورشي يعتبر في تصريحه ل»الصباح الأسبوعي» أن العمل المحلي هو بالأساس عمل المستقلين لكنه ينبه في الآن ذاته إلى ضرورة عدم تنزيه المستقلين لأنهم يختلفون حسب أدائهم وقناعاتهم ونظافة يدهم وغيرها من المؤشرات الأخرى. ولكنه في المقابل يرى أن الأحزاب سيكون لها دور في هذه الانتخابات أيضا لأنها ستنزل من مستوى السياسات العامة للبلاد والدولة إلى وضع سياسات محلية. كما يعتبر أن هذه الانتخابات يمكن أن تمثل فرصة للأحزاب التي خسرت جزءا كبيرا من الرأي العام خلال السنوات الأخيرة وذلك إذا غيرت أسلوب عملها فيمكن أن تقنع جزءا من المواطنين إذا التزمت بمعالجة مشاكلهم اليومية. ويوضح في السياق ذاته أن مجال هامش المناورة أمام الأحزاب الكبرى يصبح أقل على المستوى المحلي مقارنة بالتشريعية والرئاسية حيث يكون مجال الحركة أوسع، لأنه محليا تكون العلاقة مع المواطن مباشرة وقريبة. وبالرغم من أن الأحزاب الكبرى هي الأكثر تضررا من تراجع ثقة التونسيين بحسب محدثنا، إلا أنه يرى أن هذه الانتخابات تمثل أيضا فرصة بالنسبة إلى الأحزاب الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تبرز إذا ما رشحت عناصر فاعلة. تأثير البلديات في التشريعيات والرئاسية وبخصوص سؤالنا حول مدى تأثير نتائج هذه الانتخابات في الاستحقاقات الانتخابية القادمة التشريعية والرئاسية في 2019 يشير الجورشي إلى أنه ليس من معارضي الربط بين نتائج مختلف هذه الاستحقاقات الانتخابية إذ يعتبر أنه إذا كانت هنالك بعض الأحزاب قد نجحت في فرض نفسها على الصعيد المحلي فإن ذلك سيساعدها في 2019. ويرى أن من يقول أن لا علاقة بين الأمرين تغيب عنه بعض التجارب الأخرى مثل تركيا على سبيل المثال حيث أن من نجحوا في البلديات هم من فازوا في التشريعية والرئاسية. ويتابع محدثنا أن هنالك علاقة بين الأمرين ولكنها ليست آلية وبصفة عامة يعتبر أن الفائزين سيعززون حضورهم في المشهد السياسي. أما عن المشهد السياسي بعد الانتخابات البلدية وما تم تداوله من تحليلات تفيد بأن مسألة التحوير الوزاري تؤجل إلى ما بعد الانتخابات، يستبعد محدثنا أن يكون هنالك تحوير واسع بعد الانتخابات وذلك لأننا مقبلون على العطلة الصيفية ويتوقع أن أي تفكير جدي في تحوير الحكومة يمكن أن يبرز ابتداء من شهر سبتمبر أو أكتوبر القادمين.