يعد طول انتظار استبشر اهالي منطقة «كدية موسى» الواقعة على بعد 25 كلم جنوب مدينة القصرين على الطريق الوطنية عدد 15 الرابطة بينها وبين قفصة، بانجاز مستوصف (مركز للصحة الاساسية) ساهم في تقريب الخدمات الصحية الاولية من الاف متساكني القرية والارياف القريبة منها، واراحهم من اتعاب التنقل لمستشفى القصرين او مستوصف مدينة تلابت الاقرب اليهم، وتم افتتاحه قبل ثلاث سنوات، لكن هذا «المستوصف» اصبح مغلقا منذ الاسبوع الاول من شهر نوفمبر الجاري وتم منع الاطار الطبي وشبه الطبي التابع له من العمل به، وذلك من طرف افراد عائلة صاحب الارض التي اقيمت عليها المؤسسة الصحية المذكورة على اساس ان والدهم تبرع بالارض مقابل تعهد وزارة الصحة بتشغيل اثنين من ابنائه في المركز الصحي، ودليلهم انه وقع بالفعل تشغيل ابنته (صاحبة شهادة جامعية) وابنه ( مستوى ثانوي) الاولى كموظفة والثاني كحارس منذ افتتاح المركز، لكن تبين لهما انهما يشتغلان في اطار الحضائر الغابية المؤقتة، ووفق ما افادنا به ابن صاحب الارض فان والده (توفي سنة 2014) وضع شرطا مقابل التفريط في الارض وهو تشغيله هو وشقيقته، لكن السلط المسؤولة تنكرت لهما بل انها لم تقم بتمكينهما من اجرتهما الشهرية طوال عامين والحال انهما يشتغلان يوميا فقاما صحبة عائلتهما وبدعم من بقية اهالي القرية باغلاق المركز، ثم عمدوا وسط الاسبوع الى قطع الطريق الوطنية التي تمر امامه من اجل المطالبة بتسوية وضعيتهما المهنية و انتدابهما بصفة رسمية.. هذا ولمعرفة موقف وزارة الصحة من تواصل اغلاق المركز الصحي بالقرية المذكورة للاسبوع الثالث على التوالي اتصلت «الصباح»بمصدر من الادارة الجهوية للصحة بالقصرين فقال لنا ان صاحب الارض التي اقيم عليها المركز تبرع بها قبل الثورة بعقد هبة دون قيد او شرط مثل عديد المراكز الصحية الاخرى بالجهة، وبعد برمجته والدراسات الفنية الخاصة به وقع بناؤه وكان ذلك اثر وفاة المتبرع، ولاسباب اجتماعية تم تسجيل ابنته وابنه للعمل فيه ضمن الحضائرة الغابية من طرف السلط الجهوية ومعتمدية القصرينالجنوبية التي تتبعها المنطقة اداريا، لان الانتدابات الرسمية لا تقع الا بمناظرة، ومؤخرا عمد احد افراد عائلته الى اغلاقه ومنع اجراء العيادات الطبية فيه للمطالبة بالتشغيل، فتولت الادارة الجهوية رفع قضية عدلية ضده لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين بتهمة تعطيل مرفق عمومي ثم تطورت الاوضاع فقام صحبة عدد من اقاربه بتهشيم بعض تجهيزاته واغلاق الطريق، والى حد الان مازال المركز مغلقا والممرضة التي تشتغل فيه والفرق الطبية الموجهة اليه لا تستطيع دخوله لاجراء العيادات الطبية.. وفي انتظار ما ستسفر عنه القضية العدلية المرفوعة من الادارة الجهوية للصحة، فان مرضى المنطقة ينتظرون بفارغ الصبر حل الاشكالية واعادة فتحه ليتلقوا الخدمات الصحية المحتاجين اليها.