أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية نهاية الأسبوع المنقضي أن عدد العائلات المعوزة في تونس يناهز ال285 ألف عائلة ممّا يعكس تدهورا متواصلا للوضع الاجتماعي والاقتصادي للتونسيين، الذي سبق وكشف قسم الدراسات والتوثيق بالاتحاد العام التونسي للشغل وجود قرابة 320 ألف تونسي عاجزين على توفير حاجياتهم الأساسية الغذائية حيث تتجاوز نسبة الفقر المدقع 8 بالمائة في عدد من الولايات الداخلية على غرار الكاف وسليانة و10 بالمائة في القيروان والقصرين في سنة 2016. وفي هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي محمد الصادق جبنون أن هذا الرقم المحدد لعدد العائلات المعوزة (285 ألفا) في ازدياد وهذا دون اعتبار تدهور المقدرة الشرائية لدى الطبقة الوسطى مضيفا أن ارتفاع عدد العائلات المعوزة يهدد أكثر الوضع الاقتصادي ومن المحتمل أن يخلف مخاطر وأزمات اجتماعية خاصة مع تراجع جودة الحياة على مستوى الصحة، النقل والسكن. وأكد محدثنا أن المنافع الاجتماعية التي كانت سابقا مسلمات أصبحت اليوم على المحك وذلك يعود للضعف الهيكلي للدولة. وطالب الخبير الاقتصادي محمد الصادق جبنون من القائمين على البلاد ترك التجاذبات السياسية والتركيز على انعاش الاقتصاد فلا يمكن أن يحدث الارتقاء الاجتماعي دون نمو اقتصادي ودون حسن توزيع لهذا النمو على الطبقات الاجتماعية وعلى مختلف جهات البلاد فهناك 14 ولاية داخلية لم تجد حظها من التنمية مشيرا إلى أن 3.5 مليون تونسي، يتمركزون من بنزرت إلى نابل ممّا يتسبب في ضغوطات على عدة مستويات اقتصادية واجتماعية على مستوى المعيش والاستهلاك والكهرباء والماء وغيرها من أساسيات الحياة.