أذن رئيس الحكومة يوسف الشاهد أول أمس خلال زيارة أداها إلى دوار هشير بتزويد حي الرمانة بالماء الصالح للشرب وحي بولكباش بالكهرباء والماء الصالح للشرب، كما أعلن رئيس الحكومة عن الشروع في تهيئة 100 ملعب رياضي بالأحياء الشعبية في مختلف جهات الجمهورية في إطار مشروع شراكة بين القطاعين العام والخاص تحت شعار «ستاد في كل حومة» خبر قد يبدو عاديا ولا لبس فيه.. حتى وإن فاحت منه رائحة «بروباغندا» انتخابية قبل الأوان، لكنه يكشف مرة أخرى زيف الوعود المنثورة هنا وهناك وكذبة التنمية المزعومة التي تشدّق بها «حكام هذه البلاد» وأصحاب القرار على امتداد السنوات الفارطة.. حي بولكباش وحي الرمانة حيّان على تخوم العاصمة حجّ إليهما الساسة والأحزاب قبل الانتخابات ونثروا وعودهم وورودهم.. لكنهما انتظرا زيارة يوسف الشاهد الآن ليأذن لهما بالماء والكهرباء، في مشهد سريالي يذكرنا بزيارة الرئيس السابق زين العابدين بن علي لمنطقتي الزواكرة والبرامة من ولاية سليانة بداية التسعينات، والعبارة العفوية لأحد المواطنين حينها: «جانا الماء، جانا الضو، جانا الكياس».. تعبيرا عن غبطته بهذه «الإنجازات»... الحكومة لم تكتف بالماء والكهرباء في الرمانة وبولكباش، وتكرمت ب»مشروع تنموي وطني هام» أطلق عليه «ستاد لكل حومة»؟!!، و»الّي فهم حاجة ينورنا ويفهمنا» عن القيمة المضافة لمثل هذه المشاريع ومردوديتها الاقتصادية والاجتماعية، بقطع النظر عن فاعليتها الانتخابية.. لسنا بصدد التشويش على عمل الحكومة أو الاستنقاص من قيمة هذه «الانجازات الفضفاضة» التي لا تغني ولا تسمن من جوع، لكن وجب تذكير حكومتنا الموقّرة بأن الشعبوية «النوفمبرية» ولّت دون رجعة، فكفى استبلاها وضحكا على الذقون..