كل من يدخل مدينة القصرين او يغادرها عبر الطريق الوطنية عدد 13 في اتجاه سبيطلة، يلاحظ اكتمال بناية جديدة ضخمة ذات اربعة طوابق وطراز معماري متميز والوان زاهية، على الشارع الرئيسي مقابل السجن المدني ومستودعات الشركة الجهوية للنقل، وهي المقر الجديد لديوان تنمية الوسط الغربي الذي تغطي تدخلاته ولايات هذا الاقليم الثلاث (القصرين و سيدي بوزيد و القيروان)، في مشروع مبرمج منذ سنة 2009 لكنه شهد تعطيلات كبيرة من جراء اشكاليات وخلافات عقارية تتعلق بقطعة الارض التي اقيم فوقها، وبعد سنوات من التاجيل وبضغط من مكونات المجتمع المدني واطارات واعوان الديوان، انطلقت قبل حوالي عامين اشغال بنائه ورصدت لها قرابة 4 مليارات، وحسب معاينتنا لها وسط هذا الاسبوع فانها اكتملت وتم الشروع في تركيب معدات وتجهيزات التدفئة والتكييف المركزي، واصبحت البناية جاهزة للاستغلال في غضون ايام قليلة، ولمعرفة موعد افتتاح المقر اتصلت «الصباح» بنبيه الحيوني الاطار بادارة الديوان والمسؤول عن متابعة كل ما يخص المقر الجديد فقال لنا ان كل شيء جاهز للانتقال اليه من مصاعد عصرية وشبكات الماء والانترنات والتدفئة والتكييف والكهرباء والهاتف ولم يبق غير تركيز عداد الكهرباء الذي تبلغ قوته «600 أمبير» وهو غير متوفر حاليا لدى اقليم الشركة التونسية للكهرباء والغاز بالقصرين وسيتم جلبه في الايام القريبة القادمة من العاصمة لربط المقر بالكهرباء علما بان الديوان اشترى محولا للطاقة الكهربائية بلغ ثمنه 300 الف دينار قادر على تشغيل كل يتطلبه المقر من معدات كالمصاعد واجهزة التكييف والتدفئة المركزية و غيرها، وبما ان نقلة الوثائق والمعدات الخاصة بمختلف المصالح الادارية تتطلب عدة ايام فان توقيت التدشين سيكون خلال ايام الاحتفال بالذكرى الثامنة لثورة الحرية والكرامة أي في النصف الثاني من شهر جانفي القادم وسيحضر حفل افتتاحه وزير التنمية والتعاون والاستثمار الدولي زياد لعذاري، كما ذكر لنا نفس المصدر ان البناية الجديدة ستحتضن الى جانب مقر ديوان تنمية الوسط الغربي هيكلين آخرين تابعين لوزارة التنمية والتعاون والاستثمار الدولي هما ادارة الشباك الموحد وادارة النهوض بالاستثمار الخاص، في حين ستتم نقلة الادارة الجهوية للتنمية بالقصرين من مكانها الحالي باحدى العمارات الخاصة بالشارع الرئيسي الى المركب الاداري بوسط المدينة لتاخذ مقر ادارة الشباك الموحد حاليا، والهدف من ذلك التخفيض في مصاريف الكراء لان هناك فرقا كبيرا بين ثمن تسوغ المقرين بحكم ان المركب الاداري تابع للمجلس الجهوي (الولاية) وثمن التسوغ فيه مناسب جدا بالمقارنة مع الكراء من عند الخواص.. وقد اصبح المقر الجديد لديوان تنمية الوسط الغربي المقام على ارض تمسح 2000 م م اضخم بناية في الجهة، ويامل كل اهالي الجهة ان يساهم ذلك في تطوير مهام هذا الهيكل الهام حتى يساهم اكثر في دعم مسيرة التنمية بالقصرين واقليم الوسط الغربي ككل، لان من أبرز مشمولاته إعداد الدّراسات اللازمة واقتراح كل التدابير الممكن اتخاذها بهدف المساعدة على تحديد وضبط السياسات في مجال التنمية وفي مستوى إختيار برامج الاستثمار العمومي ومساعدة السلط الجهوية على إستنباط وإعداد وتنفيذ المخّططات وبرامج التنمية ومتابعتها، فضلا عن إعداد برامج وخطط عمل متكاملة لتنمية المناطق ذات الإشكاليات الخصوصية والمساهمة في دعم ومرافقة الاستثمار الخاص وهو دور سيعطي نتائج افضل مع دخول قرار بعث بنك الجهات حيز التنفيذ لان اهم عائق امام عمل الديوان عدم توفر التمويلات اللازمة على ذمة الباعثين الشبان والمستثمرين الخواص الذين يتعاملون معه.