سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بنزرت احتلت المرتبة الأولى في «تصدير» الارهابيين والكاف وجندوبة المرتبة الأخيرة: 10 آلاف «إرهابي» تونسي وصلوا سوريا والعراق خلال 3 سنوات.. وأكثر من 83 ألفا تم منعهم
تزامنا مع العملية الارهابية المزدوجة بسبيبة وتفكيك «كتيبة الجهاد والتوحيد» وايقاف 8 من عناصرها والقضاء على العنصر الارهابي الخطير أيمن الجندوبي نشرت دراسة لمعهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى تحت عنوان»المقاتلون التونسيون في العراقوسوريا» اعدها الباحث الامريكي هارون زيلين أرقاما مفزعة حول عدد التونسيين الذين يقاتلون مع التنظيمات الارهابية ببؤر التوتر. وكشفت الدراسة أن عدد التونسيين الذين قاتلوا ببؤر التوتر منذ سنة 2012 الى بداية سنة 2013 بلغ 3204 عنصرا ارهابيا في حين وصل 10860 عنصرا إرهابيا الى سورياوالعراق وقد رجع منهم الى تونس 2720 الى غاية شهر مارس من السنة الجارية. وبينت الدراسة أن السلطات التونسية منعت الأشخاص المتوجهين للقتال في سورياوالعراق بداية من سنة 2013 وقد تم ايقاف 6 آلاف شخص كانوا يعتزمون الالتحاق بالتنظيمات الرهابية في سورياوالعراق ولم يتمكن أي عنصر تونسي من الوصول خلال تلك الفترة في حين قتل 269 عنصرا كانوا وصلوا قبل تلك الفترة التي تزامنت مع اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي واعتصام باردو وتصنيف تنظيم»أنصار الشريعة» تنظيما إرهابيا. خلال 3 سنوات.. كشفت الدراسة أنه خلال الفترة الممتدة بين 2014 الى حدود 2017 أوقفت السلطات التونسية 83800 تونسي وتونسية حاولوا التوجه إلى سورياوالعراق، فيما نجح في الوصول خلال الفترة نفسها 9660 إرهابيا تونسيا الى سورياوالعراق والتحقوا بالعناصر الارهابية هناك. التوزيع الجغرافي.. كشفت الدراسة عن معطيات مفاجئة حول التوزيع الجغرافي للعناصر الارهابية التونسية التي التحقت ببؤر التوتر وقالت إن ولاية بنزرت احتلت المرتبة الأولى في «تصدير» تلك العناصر الى سورياوالعراق حيث «صدّرت» 777 عنصرا، تلتها تونس العاصمة ب112 عنصرا ثم أريانة ب44 عنصرا وبعدها المنستير ومدنين ب41 «مقاتلا» فيما احتلت كل من ولايتي الكافوجندوبة المرتبة الاخيرة ب3 عناصر. الارهابيون الذين قتلوا في سوريا.. كشفت الدراسة أن 26 عنصرا إرهابيا من العاصمة قتلوا في سوريا في حين لقي 15 عنصرا أصيلي بنزرت حتفهم بالبلد المذكور وقتل 12 أصيلي سيدي بوزيد و11 عنصرا من اريانة قتلوا بالبلد المذكور. ولم يتجاوز عدد الإرهابيين التونسيين الذين قتلوا في سوريا الذين ينتمون الى جهات جندوبة والقصرين والمهدية ونابل والمنستير عنصرين. واحتلت قابس»ذيل» القائمة حيث تم القضاء على عنصر إرهابي واحد في سوريا وهو أصيل قابس. حول هذا العدد الكبير من العناصر الارهابية التي تقاتل في بؤر التوتر أفادنا الخبير الأمني والعسكري علي الزرمديني أنه لا الاجهزة الإستخباراتية الأمريكية ولا غيرها بإمكانها أن تحدد عدد الإرهابيين في أي دولة من الدول معتبرا أن تلك الأرقام تقريبية ولا يمكن أن يكون العدد بالدقة الثابتة ولا يمكن لأي جهاز امن تقدير العدد الذي قد يكون أكثر أو أقل من الأرقام التي تضمنتها الدراسة الأمريكية. وأكد الخبير علي الزرمديني أن عدد الإرهابيين التونسيين المتواجدين في بؤر التوتر تقلص بشكل كبير بناء على الاجراءات المتبعة وكذلك عندما نرى العدد الكبير من القتلى في صفوف هؤلاء نفهم ان العدد انحدر وتراجع كثيرا الى جانب عودة العديد منهم الى تونس، معتبرا أن عودة هؤلاء خطر على الأمن القومي سواء الذين رجعوا مباشرة الى تونس او الذين تمركزوا في ليبيا. وقال الزرمديني إن العدد الذي قدمته الدراسة لا يتفق مع الحقيقة لان وزارة الداخلية التونسية صرحت بتواجد ما بين 3 و4 آلاف موجودين في سوريا مع بداية الازمة في حين صرحت أطراف خارجية بوجود 8 آلاف عنصرا تونسيا في سوريا. واعتبر الخبير الامني والعسكري علي الزرمديني أن العدد مبالغ فيه الى درجة كبيرة وعودة هؤلاء الى المنطقة عامة فيه خطر كبير على الامن القومي وكل عنصر سيجلب معه كل المخاطر وسيأتي ذلك الفعل وبتلك الرؤيا وتلك العقيدة ليدعم العناصر الموجودة بالداخل وهنالك سعي لتحويل المنطقة الى مكان آمن لهم. عمل «مافيوزي».. ما من شك أن الارهاب يرتكز على عنصر الاسناد وعنصر الدعم ولا يمكن له ان «يعيش» دون الدعم المادي الذي هو قوام أعماله وفق قراءة علي الزرمديني مضيفا أن الارهاب اليوم يحتمي بالنظرية الدينية ولكنه في الأصل قائم على المفاهيم المافيوزية التي أساسها جمع المال بكل الطرق والدليل ان تنظيم»داعش» التنظيم الارهابي الأقوى الذي جمع أموالا توازي ميزانيات دول من موارد متعددة يقوم بتبييضها حاليا في العديد من الدول وتعود عليه بأرباح لا حد لها ورغم ذلك فهو يسعى بكل الطرق الي ايجاد (في هذا الظرف الذي خسر فيه الجغرافيا الممتدة ومقومات دولة الخلافة) للسيطرة على منابع النفط في ليبيا والعراق كذلك يقوم بتهريب المخدرات البشر والآثار وغيرها حيث يقوم في ليبيا بالمتاجرة بالبشر كما يقوم بابتزاز المؤسسات التي تعيد الإعمار والضغط عليها لتمكينه من الأرباح كما أنه يحتطب بكل الأشكال لتوفير الموارد الذاتية اليومية. واعتبر الزرمديني أن هذه فلسفة المافيات والجماعات الارهابية وهم يحملون نفس العقيدة والمبدأ وتقوم أساسا على جمع الأموال دون اعتبار الوسيلة لتبرير الغاية.