اعتبر عبد اللطيف الحناشي، أستاذ التاريخ السياسي المعاصر أن نسبة الحضور المتدني للنواب سيكون لها تداعيات سياسية واجتماعية وثقافية سلبية فقد تؤثر على الانتخابات القادمة وتدفع التونسيين للعزوف واللامبالاة وهذا تصرف غير مسؤول من نخبة سياسية توسمنا فيها خيرا كما يعكس صورة سيئة عن الممارسة السياسية. وأضاف المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي تعليقا على إحصائيات موقع «مرصد مجلس»، التابع لمنظمة بوصلة والتي كشفت أن نسبة حضور النواب في الجلسات العامة في الدورة البرلمانية الحالية لم تتجاوز أثناء شهر نوفمبر المنقضي 19% ، أن هذا الرقم مخجل ولا يشرف تونس بعد الثورة فما عدا الغيابات المبررة (السفر في مهمات برلمانية أو بسبب المرض) لا يمكن لنواب التخلي عن التزاماتهم، التي ينالون عنها أجرا مجزيا ومن المفروض أن يحترموا الزمن والعهد وأن لا يقع الالتجاء لاقتطاع الأجور والخطايا لأن هؤلاء النواب يمثلون سلطة ونخبة سياسة عليها أن ترتقي عن مثل هذا الأداء. وأكدت إحصائيات «بوصلة» أن هذه النسبة (19% ) هي من أدنى النسب التي سجلها المرصد منذ انتخاب المجلس في أكتوبر 2014 في ما تقدر نسبة حضور النواب في الجلسات العامة في شهر أكتوبر الفارط نسبة 52% وتحتل كتلة حركة النهضة (68 نائبا) المركز الأول في الحضور بنسبة 56% في شهر أكتوبر و22% في شهر نوفمبر أما كتلة حركة نداء تونس (46 نائبا) فقد بلغت نسبة حضور نوابها في الشهرين المذكورين 46% و8% (يذكر في هذا السياق أن كتلة نداء تونس قد قطعت الجلسات العامة في بداية نوفمبر حتى يوم 19 من الشهر نفسه اعتراضا على عدم التزام الحكومة بتطبيق قرارات الجلسات العامة بعدم التمديد في عهدة هيئة الحقيقة والكرامة).