القدس المحتلة (وكالات)- تجمع آلاف المسيحيين من مختلف أنحاء العالم الاثنين بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية، لإحياء عيد الميلاد، في أجواء احتفالية ضخمة. وسيجري قداس منتصف الليل بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات. احتشد آلاف المسيحيين القادمين من جميع أنحاء العالم الاثنين في بيت لحم لإحياء عيد الميلاد في قداس يتوقع أن يحضره هذا العام عدد أكبر من المشاركين بعد سنوات من تراجع العدد بسبب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. ووقف المؤمنون في طابور لزيارة مغارة المهد الصغيرة تحت الأرض، المكان الذي يعتقد أن السيد المسيح ولد فيه بحسب التقليد المسيحي. آلاف المسيحيين يحتفلون في كنيسة المهد بعيد الميلاد رغم البرد القارس وتجمعت الحشود عند شجرة الميلاد العملاقة بجانب الساحة وحمل آخرون بالونات فيما ارتفعت الأصوات بالتراتيل المسيحية باللغة العربية عبر مكبرات الصوت في ويمكن للزوار مشاهدة الفسيفساء التي استعادت رونقها بعد إزالة الشمع الذي غطاها بعد أن تم ترميمها في مشروع كبير. عباس يواكب الاحتفالات ووصل رئيس الأساقفة الكاثوليكي للأراضي المقدسة بيير باتيستا بيتسابالا من القدس للمشاركة في القداس الذي حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس إضافة إلى عدد كبير من الشخصيات. ودعا الرئيس محمود عباس السبت بمناسبة عيد الميلاد إلى «العمل معا نحو إحياء رسالة الأمل التي تبعثها مغارة الميلاد المتواضعة في بيت لحم، وإلى العمل معا من أجل السلام والعدل كي تسود الحكمة التي تجلب السلام إلى أرض السلام». ودعا عباس المؤمنين للصلاة «وخاصة من أجل شعبنا المحروم من حقوقه، الذي نريده أن يعيش بسلام وكرامة في وطنه وأرض آبائه وأجداده». رسالة تحد للاحتلال الإسرائيلي من جهته أكد رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان أن «الاحتفال بعيد الميلاد موضوع وطني بامتياز، ورسالة تحد للاحتلال الإسرائيلي، ويضيء على القضية الفلسطينية والواقع المسيحي». وأضاف «بالتالي رسالتنا اليوم أننا باقون في هذه الأرض المقدسة، وسنحافظ عليها وسنقاوم الاحتلال وصولا إلى تحقيق الأهداف الوطنية وفي مقدمها الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». وشهد هذا العام زيادة في عدد الزائرين إذ زار نحو 2,8 مليون سائح الأراضي الفلسطينية مقارنة مع 2,5 مليون العام الماضي، وفقا لوزارة السياحة. البابا تذكروا الفقراء واحذروا المادية بدوره قاد البابا فرنسيس مساء الإثنين قداسا شارك فيه ما يقرب من عشرة آلاف كاثوليكى فى ليلة عيد الميلاد، وحث أبناء العالم المتقدم على السعى لنمط حياة أكثر بساطة وأقل مادية، كما شجب الفجوة المتسعة بين الأغنياء والفقراء. وقال «فى يومنا هذا، أصبح معنى الحياة لكثير من الناس يتمثل فى الاستحواذ.. فى الإفراط فى امتلاك الأشياء المادية. الجشع النهِم يميز كل التاريخ البشري، حتى اليوم نلمس المفارقة الواضحة حين نرى قلة قليلة تتناول عشاء فاخرا فى حين أن كثيرين جدا لا يجدون كسرة خبز يقتاتوا عليها».و دعا البابا بالمناسبة الى احياء السلام بين الفلسطينيين و الاسرائيليين.