انقضت سنة 2018 وها نحن اليوم نلج سنة جديدة نتمنى أن تكون سنة القطع مع الألم والجشع والإحباط..2019 نتمناها سنة ازدهار ورفاهية للشعب التونسي حتى وان كانت تنبؤات رجالات السياسة والثقافة والاقتصاد سلبية في معظمها.. ونأمل أن تكون سنة الإنتاج الثقافي والإبداعي النوعي بعد أن عرفت سنة 2018 الإقلاع الكمي في الإنتاج المسرحي والأدبي (روايات مجموعات قصصية وشعرية وسير ذاتية وأعمال كاملة) والسينمائي - إذ لا يمكن لنا أن ننسى أن عددا كبيرا من أفلامنا السينمائية تم تتويجه عربيا ودوليا سواء كان ذلك في الأفلام الروائية أو الوثائقية أو غيرها- وهذا رغم كل ما يحس به المبدعون من شتى الأعمار لا فئة الشباب وحدهم وفي كل القطاعات الفنية من غبن وتهميش وظلم يسببه التوزيع غير العادل في اغلب الأحيان للدعم. كما نتمنى أن تكون سنة النضج السياسي والقطع مع الخبث ومؤامرات الإقصاء وغلق الأبواب وسد المنافذ على الكفاءات.. ليت سنة 2019 تكون سنة تغليب مصلحة المجموعة الوطنية التي صبرت على المصالح الشخصية للأفراد المتخفية وراء « الأحزاب» أو وراء البعض من منظمات وجمعيات المجتمع المدني وهي تعمل على نخر أسس الدولة التونسية ولا ترحم أحدا ولا حتى نفسها مما ينتظر تونس والتونسيين ان تواصلت الأمور مثلما هي عليه منذ أحداث 2011. ثماني سنوات مرت والتونسيون يلهثون وراء المال وتذاكر السفر والظهور في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.. بعضهم كللت مساعيهم ب»النجاح « فعاثوا فينا وفي تونسنا فسادا بطمعهم وأنانيتهم وجهلهم بقوانين وتقاليد وأعراف إدارة شؤون البلاد والتوفيق فيها بين مصالح الفرد والمجموعة وعدم الاكتراث بما تحتاجه تونس والتونسيون اليوم وما يجب أن نستعد به إلى المستقبل، وبعضهم الآخر مازالوا يواصلون اللهاث وراء السراب لذا تراهم يتمنون ان تتواصل مرحلة الانتقال الديمقراطي لحين يحصلون على مبتغاهم ورصيدهم من غنيمة تونس «السائبة» التي يتلهى عنها حماتها وأبناؤها الخلّص فلا يقفون لها ولا يمدون يد المساعدة بل يقبعون على الربوة منتظرين حلا ينزل من السماء أو يأتي به البعض من «أصدقاء» تونس (أصدقاؤهم) فيسلمونهم تونس على طبق. طبعا لا يمكن أن ننكر وجود بعض الذين يعملون ويتفانون من اجل بقاء الدولة وتماسك الإدارة ولكن هؤلاء يحتاجون إلى المدد البشري واللوجستي ولإيمان المجموعة بأنه يوجد في تونس اليوم من يعمل فيها بإخلاص ومن يبني وسط الذين يهدمون وبمعاولهم يخربون ويقوّضون الأسس طبعا كل من موقعه.. عدد هؤلاء قليل ولكنه قابل للارتفاع.. على المجموعة أيضا- ونحن في سنة مفصلية في تاريخ تونس.. سنة انتخابات- أن تقبل وتتفهم انه توجد أساليب جديدة للعمل وللنهوض بتونس في كل القطاعات الحيوية، وانه لا بد من التعامل مع الآخر بالثقة والصبر عليه حتى تتبلور فكرته وتنتج ثمرة ويعم خيرها على الجميع حتى وان تفاوتت النسب.. تونس ستحتاج إلى كل أبنائها سنة 2019، ستحتاج لان يفهم الجميع بان الأمور لا يجب ان تدار بالاقصاءات أو الولاءات أو الانسحابات أو بالعزوف وإنما تدار بالكفاءات.. وعلى السياسيين أن يقتنعوا بان تونس للجميع وبأنه لا بد لهم من الاستماع إلى صوت المثقف سواء جاءهم عن طريق الفنون أو الآداب أو الفكر.