سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في جلسة أمام العدالة الانتقالية غاب عنها المتهمون ومحاموهم/ «الصباح» تنشر شهادات جريح الثورة وليد الكسراوي.. زوجة الشهيد النوري سكالة.. وشقيق الشهيد سفيان الميموني
جددت أمس الاول الدائرة المتخصصة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس النظر في قضية أحداث الثورة بالكرم الغربي واستمعت هيئة المحكمة لشهادات عدد من عائلات الشهداء والجرحى وقررت اثر الجلسة تأجيلها الى يوم 28 مارس القادم استجابة الى طلب احد محامي الدفاع عن عائلات الضحايا وإعادة استدعاء المنسوب لهم الانتهاك مع إدلاء نائبي القائمين بالحق الشخصي بشهادة نشر القضية لدى المحكمة العسكرية واستدعاء الدكتور بن منصور بمستشفى خير الدين بالكرم لسماعه كشاهد. وللاشارة لم يحضر الجلسة جميع المتهمين والمحامين الذين ينوبونهم. وللتذكير فإن أحداث القضية تعود إلى يوم 13 جانفي 2011 حيث خرجت في ذلك التاريخ مسيرة سلمية بالكرم الغربي مطالبة بإسقاط نظام بن علي فجوبهت بالرصاص الحي وانتهت بسقوط ستة شهداء توفوا جراء اصابتهم بالرصاص وهم سفيان الميموني، الطاهر المرغني، شكري الصيفي، عاطف اللباوي، منتصر بن محمود، والنوري سكالة، كما أسفرت عن اصابة سبعة جرحى وهم وليد العمري، محمد أمين العبيدي، وليد الكسراوي، محجوب بن محمد المعزون، محمد الجندوبي، نجم الدين بن بلقاسم ومحمد علي الغرزي. وتجدر الإشارة الى أن القضية شملت 10 متهمين المنسوب لهم الإنتهاك وهم على التوالي كلا من الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، علي السرياطي مدير الامن الرئاسي، ووزيري الداخلية السابقين أحمد فريعة ورفيق الحاج قاسم وجلال بودريقة المدير العام السابق لحفظ النظام وعادل التويري المدير العام السابق للأمن الوطني بالإضافة إلى عدد من الإطارات الأمنية السابقة وهم كل من محمد البوغديري، رشيد بن عبيد،الشاذلي الساحلي ولطفي الزواوي. شهادات.. وفي جلسة أمس الاول جاء في شهادة جريح الثورة وليد الكسراوي وهو شاهد عيان على تلك الاحداث التي عاشت على وقعها منطقة 5 ديسمبر بالكرم الغربي يوم 13 جانفي 2011 بأن ذلك اليوم كان يوما دمويا بجهة الكرم. وأشار الكسراوي إلى أن الاحتجاجات بمنطقة الكرم الغربي بدأت منذ ليلة 12 جانفي 2011 حيث تمت خلالها مواجهات بين الامن والمحتجين دون سقوط قتلى أو جرحى خلال تلك الليلة وهو ما كان سببا للاحتياطات والتعزيزات الامنية التي بدأت منذ صباح اليوم الموالي (13 جانفي من نفس السنة) لتتواصل الاحتجاجات يومها حيث تجمهر عدد غفير من المواطنين للاحتجاج ضد سياسة «الحقرة» والمحسوبية - وفق قوله- التي كانت تعاني منها الجهة منذ ما يفوق عن 23 سنة منذ تولي الرئيس المخلوع الحكم، ملاحظا بأن الحركة يومها كانت غير عادية خاصة وأن أعوان الامن كانوا بأعداد كبيرة وكأنهم على أتم الاستعداد لخوض غمار أمر ما مريب لم يكن أبناء حيه يدركونه في ذلك الوقت وعرفوا خفاياه لاحقا. وأضاف الكسراوي بأن من بادر بالهجوم يومها هي قوات الامن وأن المحتجين لم يقوموا بأي ردة فعل تذكر سوى الاحتجاج وتعالي الاصوات المطالبة ب»ديقاج» حينها ما كان من اعوان الامن سوى اطلاق الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين الذين تجمهروا بصفة تلقائية، ثم اطلاق الرصاص الحي على المحتجين الذي لم يسبقه أي تحذير لتصيبه هو رصاصة على مستوى الساق ثم تصيب شظاياها جريحا آخر وقد ظل ينزف لمدة قاربت الساعة إلا ربع لولا تدخل أحد أبناء حيه الذي قام ببعض الاسعافات الأولية له ثم تمكن من نقله الى المستشفى العسكري حيث خضع لتدخل جراحي وقد ظل فاقدا للوعي وفي غيبوبة طوال 6 أيام علم لاحقا ما ان استعاد وعيه من قبل أحد الممرضين بأن الرئيس المخلوع غادر البلاد فشعر حينها بارتياح شديد وأحس بأن كل الآلام التي عانى منها انتهت ولم يعد يشعر بها ودب فيه الامل من جديد. وشدد الكسراوي على أن من قام باصابته كان يهدف الى قتله لان الاصابة التي تعرض لها جعلته ينزف كثيرا ولولا التدخل الطبي لكان فارق الحياة مثل الشهيد أنيس الفرحاني الذي أصيب في نفس المكان، منتهيا الى القول بأنه متفائل ومستبشر خيرا بعد احالة ملف القضية على الدوائر المتخصصة في العدالة الانتقالية مطالبا المحكمة بإنصافه وكشف الحقيقة المتمثلة في معرفة هوية من قام بإصابته ومحاسبته. من جانبها صرحت زوجة الشهيد النوري سكالة بان منطقة 5 ديسمبر عاشت ليلة 12 جانفي احتجاجات تواصلت في اليوم الموالي الموافق ل 13 جانفي أجبرت هي وزوجها على العودة للمنزل باكرا بعد قرار بإغلاق المؤسسة التي تعمل بها بجهة البحر الازرق وكذلك المؤسسة التي يعمل بها زوجها وقد عاينت يومها اغلاق عديد المؤسسات والمحلات التجارية والمقاهي لأبوابها في المقابل كان هناك تواجد مكثف لقوات الأمن، وفي حدود الثانية بعد الزوال سمعت اطلاق الرصاص فاتصلت بزوجها هاتفيا فاخبرها أنه برفقة شقيقها بصدد متابعة ما يحصل بالحي فطلبت منه العودة للمنزل فاستجاب لطلبها وعاد وظل مع شقيقها أمام المنزل لاستطلاع الامر إلا أن شقيقها استفز زوجها بالقول «يا خواف من مرتك» وهو ما حز في نفسه وجعله يرافقه الى غاية الشارع الرئيسي لاستجلاء الامر فتبعته رغبة منها في معاينة ما يحصل عن قرب فجأة نادتها احدى جاراتها طالبة منها أن تعود لان الغاز المسيل للدموع كان كثيفا وما أن همت بالعودة حتى سمعت صياحا فأدارت رأسها لتشاهد زوجها طريحا ارضا في حالة اغماء فسارعوا بنقله للمنزل اين نزعوا له معطفه الذي كان يرتديه حينها اكتشفوا بأنه مصاب برصاصة على مستوى القلب فسارعوا بنقله لمستشفى خير الدين اين تم اعلامهم بوفاته. وأشارت زوجة الشهيد إلى أنها لم تتمكن من الحصول على شهادة طبية إلا بعد مضي شهر و10 أيام بعد تقديم شكاية الى السلط القضائية. وبالاستماع الى شقيق الشهيد سفيان الميموني أكد أن منطقة الكرم الغربي شهدت يومها احتجاجات شعبية على غرار بقية جهات الجمهورية وقد شارك فيها شقيقه الذي أصيب برصاصة في جبينه أدت إلى وفاته على عين المكان وأنه بالرغم من ذلك نقلوه إلى مستشفى المنجي سليم بالمرسى وقد تسلمت العائلة الجثة في صباح اليوم الموالي مع شهادة طبية في الغرض بينت أن الوفاة ناجمة عن طلق ناري دون أن يتم تشريحه. يشار إلى أن ملف القضية يتعلق بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم القتل العمد مع سابقية القصد ومحاولة القتل العمد مع سابقية القصد والمشاركة فيها في حق ستة شهداء وسبعة جرحى بطلق ناري على إثر مسيرة سلمية يوم 13 جانفي 2011 بمنطقة الكرم الغربي.