صفاقس عاصمة الثقافة العربية سنة 2016 وصفاقس العمل والجد والكد والمعرفة وانتشار المدارس والمعاهد والكليات على نطاق واسع تفتقر الى ابسط الفضاءات المؤهلة لاحتضان الانشطة الثقافية المتنوعة. فرغم احتضانها لحدث عربي بارز (سنة 2016) عجزت السلط الجهوية في غياب الدعم المركزي عن اعادة تهيئة المسرح الصيفي الذي كان المكان الملائم لاحتضان العروض الكبرى في الخريف والشتاء بعيدا عن تقلبات الطبيعة وكان من نتيجة ذلك الغاء العديد من الفقرات الهامة ورغم محاولات بلدية المكان ورصد اعتمادات ضخمة تناهز 5 مليارات فان تردي الوضع المعماري حال دون تقدم الاشغال بالنسق المطلوب فطالت اكثر من اللزوم والامل معقود على المشرفين على القطاع الثقافي بالبلدية ووزارة الثقافة لمضاعفة المجهود حتى يفتح المسرح الصيفي ابوابه من جديد لاحتضان التظاهرات الكبرى وعلى رأس القائمة مهرجان الجموسي للاغنية المتوسطية. مكتبات عاجزة عن احتضان رواد العلم وبالتوازي مع المسرح البلدي لم تشهد المكتبات الجهوية والمحلية تطورا يذكر وبالشكل الذي يضمن جلب التلاميذ والطلبة خصوصا قبيل التام الامتحانات المدرسية و الجامعية وقد سجلنا بكل اسف خلال العطلة الماضية وجود العشرت امام المكتبة الجهوية لساعات للحصول على مقعد شاغر.. والغريب في الامر اننا نحرض الشباب على المطالعة في حين أن المكتبة الجهوية لها فضاء واسع مطل على الكرنيش ويمكن استعماله للرفع من طاقة استيعابها وبقي خارج الخدمة. من أجل عودة الروح للفرقة الموسيقة للاذاعة الفرقة الموسيقية للإذاعة تواجهه من جهتها صعوبات وقد تم بمناسبة الاحتفال بالذكرى 57 لانبعاث الفرقة الاستنجاد بالعديد من العازفين والعازفات من المعهد العالي والمعهد الجهوي للموسيقى لتامين الحفل الفني الخاص بهذه الذكرى والحال أن فرقة صفاقس اضطلعت بدور كبير في الكشف عن المواهب و صقلها وأبرازها على الساحة الفنية وتخرجت منها اسماء بارزة كالراحل الكبير محمد الجموسي وأحمد حمزة وقاسم كافي والشيخ محمد بودية و غيرهم الكثير ويؤمل عشاق الفن الاصيل اعادة الروح لفرقة الاذاعة بسد الشغورات وتطعيمها بمواهب جديدة بين الحين والآخر. والسينما يندب حظه ولا يعتبر قطاع السينما في أفضل حال، بل يمكن القول أنه لم يبق من السينما في صفاقس إلا الاطلال. فبعد أن كانت المدينة العصرية تعج بالقاعات والرواد اغلقت القاعات ابوابها كليا وتركت فراغا كبيرا ورغم زيارات عدد من وزراء الثقافة للجهة ووعدهم بدعم من هو مستعد الى اعادة فتحها فان دار لقمان بقيت على حالها الى يوم الناس هذا وبقي الفن السابع في عاصمة الجنوب يندب حظه. ازمة طالت كثيرا وأبرز حدث مؤلم وقع تسجيله خلال السنة المنقضية وتواصلت تداعياته الى يوم الناس هذا هو تلك الازمة الحاصلة داخل المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس حيث قاطع الجزء الاكبر من الاعوان والموظفين النشاط وطالبوا برحيل المندوبة. وقد انطلقت العملية منذ 6 سبتمبر الماضي لتطوي منذ ايام شهرها الرابع والوزارة لم تتخذ الاجراءات اللازمة لتفعيل هذا المرفق الحيوي بهذا الاتجاه او ذاك وقد ظل المضربون عن العمل بشكل كلي يتقاضون اجورهم بانتظام قبل ان تتجرا الوزارة على حرمانهم من منحة الانتاج. ومع ان المندوبة الحالية تحاول القيام بالانشطة الثقافية بالاشتراك مع بعض الهياكل التابعة لها والبعيدة عن المركز الام فان ذلك لا يكفي ولا بد من حسم الملف في اقرب وقت، اذ لا يعقل ان يتواصل الأمر على ما هو عليه خاصة وأن الأزمة متواصلة منذ أشهر دون أن يلوح حلّ ممكن في الأفق.