انطلقت الجلسة العامة البرلمانية ليوم أمس في أجواء مشحونة، فسرعان ما اختلط الحابل بالنابل، وارتفعت في البداية أصوات نواب النهضة خاصة محمود قويعة والحبيب خضر للتنديد بطريقة محمد الناصر رئيس المجلس في تسيير الجلسة، اذ احتجوا عليه لأنه لم يقطع الصوت على النائب فيصل التبيني الذي طالبهم بالكف عن النباح، ووصفهم بالكلاب وبأنهم أتعس من نواب تجمع بن علي.. وفي محاولة لتجنب المزيد من الاحتقان، ارتأى محمد الناصر رئيس المجلس عدم استكمال التدخلات على معنى نقاط النظام وطالب بالمرور مباشرة للتصويت على مشروع القانون المتعلق ببرنامج الامان الاجتماعي، وجوبه قراره بصد كبير من نواب الجبهة الشعبية، إذ تمسك الجيلاني الهمامي بالحق في التدخل وراح يصيح بأعلى صوته قائلا للناصر انك لا تعمل لدى مصطفى بن أحمد رئيس كتلة يوسف الشاهد وعليك احترام النظام الداخلي، لكن الناصر لم يستجب لطلبه، وعندها ثارت ثائرة الهمامي وارعد وازبد واتجه نحو منصة الرئاسة مكررا نفس الكلمات. وفي اطار حفظ النظام طوقه اعوان الحراسة وطالبوه بالنزول، وسرعان ما التحق به زميله عن نفس الكتلة نزار عمامي وكان على حالة شديدة من الغضب انفلت معها اللسان، وعند نزولهما من المنصة وجدا وليد جلاد في انتظارهما وهو في حالة استنفار وعلى اهبة الاستعداد للضرب الى درجة انه دفع رئيس كتلته مصطفى بن احمد بقوة، وأسقطه أرضا محاولا التقدم نحو الهمامي وعمامي بغاية الاشتباك معهما لكن اعوان الحراسة وعددا من النواب تدخلوا في الوقت المناسب وحالوا دون وقوع كارثة. وأثارت أحداث العنف اللفظي والجسدي التي عاشها البرلمان امتعاض رواد وسائل التواصل الاجتماعي وغطت هذه الاحداث على القضية الأصلية.