- أتعهد بإعلان حالة الطوارئ الاقتصادية لمدة سنة لإنقاذ الاقتصاد الوطني - علاقتي مع النهضة انقطعت تماما.. وعبد الفتاح مورو كبقية المرشحين - إذا لم أفز سأساند الأقرب إلى برنامجي دون النظر إلى اسمه أو انتمائه.. - المساواة في الإرث قضية مفتعلة بخلفية إيديولوجية ونص القرآن قطعي الدلالة وهذه قمة المساواة اعتبر مترشح الانتخابات الرئاسية المستقل حمادي الجبالي أن برنامجه لخوض السباق نحو قصر قرطاج، يستند إلى أهداف الثورة وروح دستور 2014 وأضاف الجبالي في حوار ل»الصباح الأسبوعي» أنه تتوفر في تونس اليوم فرصة سياسية لصناعة مشروع إصلاحي وتنموي يقوم على أفكار جديدة وهو ما يحتاج لتعبئة مجهود كل التونسيين مشددا على أن رؤيته لوظيفة رئيس الدولة تتطلب العمل مع طاقم كفء لا دخل للمحاصصة الحزبية في خياراته يضمن سيادة الوطن في قراراته وثرواته دون إملاءات. الجبالي تطرق إلى عديد المعطيات والملفات في الحوار التالي: ● ما الذي دفعك للترشح للانتخابات الرئاسية؟ - كان أملي كبيرا بعد فترة المخاض العسير التي أدت إلى انجاز دستور توافقي للجمهورية الثانية والى انجاز انتخابات رئاسية وتشريعية، أن تنطلق الإصلاحات الكبرى وعجلة التنمية لتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية. منذ ذلك الحين والى حد الآن عرفت البلاد أزمات سياسية واقتصادية متواصلة خانقة أدت إلى تفاقم الفساد في السياسة، والمجتمع والاقتصاد. ولقد عجزت النخبة السياسية على اختلاف ألوانها عن إدارة حكيمة للشأن العام وعمقت الإحساس باليأس عند كل شرائح المجتمع ماعدا المتمعشين من الفساد والوضع الحالي حتى أصبح الاستبداد يطل علينا من جديد. لذلك قررت خوض الانتخابات الرئاسية لإنقاذ تونس وحماية المواطنين. ● وهل اختيار الترشح كمستقل يعكس انقطاع علاقتك مع النهضة؟ - سبق وأن قلت عدة مرات أن علاقتي مع النهضة انقطعت تماما منذ سنة 2014، ولعل ترشيح الحركة للشيخ عبد الفتاح مورو بعد ما قدمت ترشحي أكبر دليل على انقطاع هذه العلاقة. وكمستقل، أقدم خيارات للشعب التونسي منبثقة من أولويات ومشاغل الناس لا تؤثر فيها الحسابات السياسية الضيقة ولا الولاءات الإيديولوجية والصراعات المقيتة. واستقلاليتي تمكنني من التعامل مع كل الأطراف لتحقيق الوحدة الوطنية والاتفاق على الإصلاحات الكبرى. ● ماهي أبرز محاور برنامجك الانتخابي؟ - برنامجي يستند إلى أهداف الثورة وروح دستور 2014 ومنظومة القيم والأخلاق السياسية والاقتصادية، التي تسعى إلى ضمان الكرامة لكل أفراد المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية ويقدم برنامجي الانتخابي عديد الإجراءات العملية لحل أهم مشاكل البلاد ويتمحور حول عشر أولويات على رأسها تطبيق الدستور وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان الوحدة الوطنية عبر الإجماع الوطني حول الإصلاحات الكبرى والتنمية المستدامة للبلاد كما أسعى إلى محاربة الفساد بكل أشكاله وتمكين المرأة والشباب وتشجيع الإبداع والمبادرة وتشبيب مؤسسة رئاسة الجمهورية سأحدث في هذا الإطار أكثر من 2000 فرصة تدريبية سنويا مخصصة للشباب والطلبة لكسب تجربة العمل داخل مؤسسات رئاسة الجمهورية. وسأعمل كذلك على تقديم مبادرة تشريعية لحماية وتعزيز القدرة الشرائية وضمان استقرار أسعار وسلامة وجودة المواد الأساسية وأتعهد بإعلان حالة الطوارئ الاقتصادية لمدة سنة لإنقاذ الاقتصاد الوطني وإنجاز الإصلاحات ومحاربة التهريب والاحتكار كما سأحدث صندوقا لتحسين الأوضاع الاجتماعية والمادية لأفراد الجيش الوطني والقوات الحاملة للسلاح والحماية المدنية والإحاطة بعائلاتهم والمتقاعدين منهم وكذلك بعائلات الشهداء. أمّا عن خيارات البلاد السياسية والاقتصادية والثقافية فسأعتمد على التعاون الاستراتيجي المغاربي وخاصة مع الجارتين الجزائري وليبيا وسأنخرط في دبلوماسية اقتصادية نشطة لجلب الاستثمار والأسواق ذات القيمة المضافة وتوسيع دائرة التعاون مع قوى سياسية واقتصادية جديدة. ● وكيف تقيمون حملتكم الانتخابية إلى حد الآن؟ - حملتنا تعتمد أساسا على مناضلين وشباب صادقين ووطنيين غايتهم المصلحة الوطنية. لا نقبل المال السياسي مهما كان مأتاه ولا نقبل أيّة إملاءات ونلاحظ التحاق المزيد من المتطوعين يوم بعد يوم إلى جانب مشاركة العديد من الكفاءات والكوادر الوطنية في بلورة البرنامج وتفصيله وتحديد مخطط الإنجاز. ● من منظوركم ماذا ينتظر التونسي من رئيس الدولة القادم؟ - لعّل أهم انتظار حسب رأيي إنقاذ البلاد ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم. التونسيون والتونسيات يحتاجون إلى إعادة الأمل في مستقبل أفضل. هذا يتطلب حل أهم المشاكل العاجلة لحماية القدرة الشرائية، الضرب على الجريمة، وتحسين الخدمات الأساسية. التونسيات والتونسيون ملوا من الخصام السياسي وعراك الديكة. إعادة هيبة الدولة يمر عبر تحقيق أحكام الدستور وتطبيقه لإدارة الشأن العام لذلك نعتبر أن إحداث الهيئات الدستورية وعلى رأسها المحكمة الدستورية سيبعث رسالة مهمة لطمأنة الشعب على حماية مكاسبه وتحقيق مواطنته. ● في ظل الصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية، هل تعتقد أنكم قادرون على إنجاح برنامجكم الانتخابي في صورة وصولكم إلى قصر قرطاج؟ - إنجاز هذا البرنامج الطموح يتطلب تعبئة كل جهود التونسيين لتحقيق تنمية اقتصادية وأمنية وبيئية وثقافية على غرار العديد من البلدان الصاعدة. اليوم تتوفر في تونس فرصة سياسية لصناعة مشروع إصلاحي وتنموي قائم على أفكار جديدة، تسعى لتجسيد دولة المواطنة والمؤسسات استنادا إلى المطالب الأساسية، التي أعلنت عنها مبادئ الثورة وهي الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والتوازن الجهوي والقطع مع الفساد. المستقبل سيكون بالعمل مع طاقم عمل كفء لا دخل للمحاصصة الحزبية فيه. وقدرتي على العمل مع الجميع ومشروعيتي المستمدة من الشعب يضمنان حظوظا وافرة لإنجاح برنامجنا. ● في صورة فوزكم بالانتخابات، ماهي الملفات التي تعتبرونها ذات أولوية؟ - أهم الملفات على الإطلاق اتخاذ إجراءات ضمن صلاحيات المبادرة التشريعية لإصدار قرارات تخص تحسين أداء الاقتصاد التونسي وخاصة القطاعات المتجددة، تحسين الأداء الضريبي واسترجاع الديون المتخلدة لدى المؤسسات والأشخاص وتحسين الميزان التجاري والتحكم في مسالك توزيع المواد الأساسية وترشيد استهلاك في الطاقة والتشجيع على استعمال الطاقات الجديدة. ● بماذا تتعهد أمام الناخب إذا فزت بالانتخابات الرئاسية؟ - أتعهد باحترام الدستور وبالنأي بنفسي عن الصراعات التي تضعف وحدة المجتمع وأن تكون مصلحة البلاد فوق كل المصالح الشخصية وأن أدعم المساواة بين المواطنين والجهات والفئات. ● وكيف سيكون التعاطي مع الملف السوري في صورة الفوز بالانتخابات؟ - لا أرى لهذا الموضوع خصوصية ولا الأولوية في سياستنا الخارجية وسنتعامل معه حسب المبادئ الثلاثة التي نضعها وهي سيادة الوطن في قراراته وخياراته وثرواته وتكون علاقاتنا مع كل الشعوب حسب المصالح المشتركة لا الاملاءات مع انتصارنا لقضايا الحق والعدالة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومناصرة الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان. ● كيف تنظر لقضية المساواة في الميراث؟ - هذه القضية مفتعلة والقصد منها الحملة الانتخابية بخلفية إيديولوجية ونص القرآن في منظومة الإرث قطعي الدلالة وهذه قمة المساواة. ● إذن هل تعتبر الشيخ عبد الفتاح مورو منافسك الأول في هذه المرحلة بحكم الانتماء لنفس العائلة السياسية؟ - السيد عبد الفتاح مورو مرشح النهضة كبقية المرشحين ولا أرى في ذلك خصوصية تهمني.. ● إذا لم تمر للدور الثاني من ستساند من المترشحين؟ - سأساند الأقرب إلى برنامجي دون النظر إلى اسمه أو انتمائه.