يحصد طريق الموت مجددا ارواحا جديدة ، طريق لم يشبع بعد من ابتلاع عائلات باكملها، لتكون آخر "ولائمه" أكثر من 20 شابا وشابة تونسية خرجوا من العاصمة في رحلة الموت الأخير. رحلة لم تكشف عن ضحاياها بشكل واضح حيث بقيت عائلات الضحايا دون معلومات جديدة باستثناء ما تم الترويج له على مختلف وسائل ، ومازاد الوضع ارتباكا هو حصيلة الضحايا المرتفعة ليخيم الخوف والحزن على جميع العائلات التي لم تعرف مصير أبنائها إلى ساعات متقدمة من عشية اليوم. ولم تخل مشاهد الحزن من أمام مستشفى شارل نيكول بالعاصمة ،دموع عائلات لا نعرفها ولكن ندرك حجم الألم الذي يسكن قلوبهم بعد فقدانهم لعزيز عليهم. هنا من أمام شارل نيكول حيث تخترقك في كل مرة صيحة ام ملتاعة و اخت تخشى ان تكتشف مصير اخ خرج صباحا في رحلة لا يعرف انها سفرة الموت الاخير. هنا من أمام الاستعجالي بشارل نيكول الكل يواسي الكل ولا احد يعرف من فُقد ومن جرح لحظات طويلة بطول دهر تقطعها في كل مرة مكالمة للاطمئنان عن جريح او لقطع الشك باليقين بإعلان الوفاة. أكثر من 20 شاب في عمر الزهور حصدهم الموت امس وهو ما يفسر حجم الكارثة التي دفعت بكافة هياكل الدولة للتدخل. تدخل لم يمنع الفاجعة خاصة مع دخول سيارات الإسعاف وسيارات الحماية المدنية التي حملت جثث المصابين والموتى. وقد عرف مدخل الشارنيكول بعض المناوشات بين قوات الأمن التي تواجدت بكثافة لمنع دخول عائلات الضحايا والمصابين سواء لدخول أو للالتحاق بالمصابين ببهو قسم الاستعجالي.