تتسارع الخطى والمشاورات والمبادرات من أجل محاولة تجميع العائلات السياسية المشتتة وآخرها مساعي توحيد أربعة أحزاب هي مشروع تونس والبديل وأمل وآفاق تونس. واجتمعت مؤخرا قيادات هذه الأحزاب محسن مرزوق عن المشروع ومهدي جمعة عن البديل وسلمى اللومي عن أمل، للتنسيق ضمن إطار كتلة الإصلاح الوطني في البرلمان التى تضم نواب هذه الأحزاب بقيادة حسونة مصباحي. بادرة اعتبرها البعض إيجابية وخطوة في الاتجاه الصحيح في حين قلل كثيرون من فاعليتها وجدواها بالنظر إلى فشل جميع محاولات التجميع والتوحيد لإيجاد أحزاب كبرى وعائلات سياسية واضحة المعالم والتوجهات والخيارات تضمن التوازن في المشهد السياسي والحزبي. وفي تعليقه على هذه البادرة قال بوجمعة الرميلي الناشط السياسي وأحد المشاركين سابقا في تأسيس نداء تونس في فكرته الأولى، أن مبادرة الأحزاب الأربعة والحديث المتداول عن امكانية توسيعها لتشمل أطرافا سياسة أخرى لا يمكن أن تكون إلا مؤشرا إيجابيا على اعتبار أن مشاكل تونس اليوم وقبل المحطة الانتخابية الأخيرة كانت ومازالت تعود لتشتت القطب الحداثي الوطني الذي خلق فراغا خطيرا في البلاد. لكن لا ينفي الرميلي في تصريحه ل"الصباح" أن التدارك جاء متأخرا نوعا ما "فقد سعى سابقا قبل الانتخابات إلى توحيد العائلة الوطنية التقدمية لكن للاسف تعنت البعض واعتقاد كل طرف أنه سيكون هو الرابح نسف تلك المحاولات وأسقطت نتائج الانتخابات تلك الأحلام الواهية". مؤشرات إيجابية رغم ذلك يشدد الرميلي على أن مبادرة التجميع الأخيرة مؤشر مهم يجب أن يتواصل ولا يجب مواجهته بالإحباط من البداية لا سيما وأن ما حدث مؤخرا في البرلمان من تكتل للمجموعة من الأحزاب وإلتقاؤه اليوم مع مبادرات للتوحد خطوة إيجابية في كل الأحوال. وردا على التساؤل عن الضمانات المتوفرة اليوم لتنجح مساعي الأحزاب الآن في حين أنها فشلت سابقا مصطدمة بحاجز النرجسية المفرطة والهوس بالزعامة، يجيب الرميلي أن الواقع الحالي هو الضمانة لان ما يحدث لقن الدروس للجميع، "ونتمنى أن يكون هذا الواقع قد فرض على هذا وذاك التخلى عن نرجسيتهم والتوحد في أقطاب كبرى ضمن رؤية منسجمة". ويضيف محدثنا أن ما حصل مع نداء تونس بعد الالتقاء في البداية حول فكرة الباجي قائد السبسي والفوز بالانتخابات ثم ظهور الثغرات والأعوار في ذلك المشروع الجامع قد تكون درسا جيدا لتفهم كل الأطراف أن هناك ضرورة ملحة لعمل مشترك مطلوب بعيدا عن مرض الزعامة ويجعل مصلحة البلاد فوق كل اعتبار،"ولنا في تونس ما يكفي من النساء والرجال لجمع المبعثر وهي فكرة لطالما دافعت عنها وآمنت بها". مسار تشكيل الحكومة أما حول الموقف من مسار تشكيل الحكومة القادمة بعد سقوط حكومة الجملي والمرور إلى تكليف رئيس الجمهورية يقول الرميلي أن البداية تبدو شبيهة بما حدث مع الجملي إذ يقتصر الحديث عن الشكل والأسماء لا على المحتوى. ويعتبر محدثنا أن البرنامج هو حجر الزاوية والاساس وعلى ضوئه يكون تحديد الكفاءة التى ستقود الحكومة أي أن تكون على دراية وفهم بمشاكل البلاد الراهنة ولها البرنامج والآليات الكافية والقدرة على التنفيذ والتعاطي مع الواقع. وردا على التساؤل عن الصيغة الامثل للحكومة القادمة في ظل الجدل الدائر حاليا واختلاف وجهات النظر بين من يريد حكومة وحدة وطنية وآخر يطالب بحكومة انقاذ والبعض يطالب بحكومة تكنوقراط وأحزاب تتمسك بحكومة سياسية، يرى الرميلي أن الأنسب حكومة لها حزام سياسي كمي ونوعي باغلبية مريحة في البرلمان وبرنامج توافق عليه المنظمات الوطنية وكل الحساسيات والفعاليات في البلاد لان وصفة النجاح تتطلب ثقة برلمانية وحزبية وسياسية وشعبية مجتمعية. منى اليحياوي