يشتكي المتظاهرون في لبنان من القنابل المسيلة للدموع المستخدمة في المظاهرات الأخيرة قائلين إنها "أقوى وأكثر تأثيراً" من تلك التي كانت تستخدم خلال مظاهرات عام 2015، التي اندلعت إثر مشكلة تراكم النفايات في الشوارع. وتناقل المتظاهرون صوراً لما تبقى من عبوات القنابل فيما بينهم محاولين معرفة ما تغيّر. وتحدّث البعض عن استخدام نوعين من هذه القنابل على مدى الشهرين الأخيرين، بحسب التأثيرات التي لاحظوها. وقال بعضهم إنّ القنابل منتهية الصلاحية، بسبب الأرقام المدوّنة على العبوات، ممّا اعتبروه تفسيراً لحدّتها وتأثيرها عليهم. استطعنا الحصول على عدد من تلك العبوات التي استخدمت بتواريخ مختلفة خلال الشهرين الأخيرين. ولاحظنا أنها، بالفعل، تنقسم إلى نوعين. إلا أنها لا تحتوي على أي تاريخ انتهاء صلاحية، خلافاً لاعتقاد المتظاهرين. صناعة فرنسية استخدمت قوات الأمن اللبنانية قنابل مسيلة للدموع فرنسية من صناعة شركة"SAE Alsetex" المثيرة للجدل لتفريق المظاهرات السلمية في بيروت. النوع الأول هو قنابلG1، التي يبلغ قطرها 56 مليمتر ووزنها 350 غراما وبتركيز 10 في المئة من غاز "سي اس" المسؤول عن تسييل الدموع والصعوبات التنفسية. والنوع الثانيCM6، التي يبلغ قطر النوع الأول منها 56 مليمتر ووزنها 250 غراما وبتركيز 10 في المئة من غاز "سي اس". أمّا النوع الثاني منها فيبلغ قطره 40 مليمتر ولكن بتركيز 13 في المئة من غاز "سي اس". ومن الممكن أن تكون قوات الأمن قد استخدمت الحجمين خلال المظاهرات. كما لاحظنا وجود لونين من قنابلCM6: الأول هو الأحمر وهو اللون الذي كان يستخدم قبل سنوات في تصنيع هذا النوع من القنابل، قبل أن يعتمد اللون الأزرق السماوي في النسخ الجديدة من القنابل. واستخدمت النسختان في مظاهرات لبنان الأخيرة. ومن المرجّح أن تكون هذه القنابل المسيلة للدموع جزءا من المساعدات التي تقدّمها فرنسا لقوى الأمن الداخلي. واشتكى متظاهرو السترات الصفراء في فرنسا من العبوات نفسها التي تستخدم في لبنان ومن الشركة الفرنسية نفسها. إذ اعتبروا أنّه يوجد "شيء غريب" فيها مؤكدين أنها أقوى من غيرها. واستطعنا الحصول على عبوات قنابل مسيلة للدموع استخدمت في مظاهرات عام 2015، تبدو وكأنها تتطابق مع أجزاء أخرى من قنابل المسيلة للدموع التي تستخدم الآن. إلا أنّ أجزاء منها لم تنفجر وتفرغ محتواها، ممّا يرجّح وجود خلل ما فيها. مسيل دموع استخدمته قوات الامن اللبنانية في 2015 أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي ل"بي بي سي"، فضّل عدم ذكر اسمه، أنّ "القنابل المسيّلة للدموع المستخدمة حالياً ليست منتهية الصلاحية أبداً"، مضيفاً أنّ "القنابل مصنوعة في فرنسا وتستخدم في دول متقدمة وأوروبية تخاف على شعبها". قبل أن يوضح: "ونحن أيضاً طبعاً، إذ نستخدمها نخاف على شعبنا وناسنا".