قالت المخرجة السينمائية، سلمى بكار، لصحفية "وات" بباجة اليوم الأحد، إن الفنانة الراحلة حبيبة مسيكة ساهمت في مسيرة تحقيق حرية المرأة ودعم حقوقها وكذلك في ترسيخ حقوق الفنان، وذلك من خلال مسيرتها ونشاطها، ولاسيما عبر المقهي الثقافي الذي فتحته أمام أهل الثقافة والفن. وذكرت بكار، بمناسبة إحياء تسعينية الفنانة حبيبة مسيكة بدار الثقافة ابراهيم الرياحي بتستور من ولاية باجة، التي أثث إحدى فقراتها شريطها الطويل حول هذه الفنانة "رقصة النار"، بأنها (حبيبة مسيكة) تأثرت بالحركة النسائية بعد زيارتها لأوروبا وب"سارا برنار" وأصرت على أن تشارك في مسرحية "شهداء الوطن". وأضافت سلمى بكار أن إنجازها لفيلم "رقصة النار" سنة 1994 استوجب قضاء 10 سنوات في المطالعة والبحث عن تفاصيل حياة حبيبة مسيكة، مشيرة إلى أن هذا البحث لم يكن سهلا لأن ما كتب عن هذه الفنانة كان أكثره بمناسبة حادثة وفاتها حرقا وليس فى حياتها، وفق تعبيرها. وقالت إنها بحثت عن أناس عاصروها لمعرفة طريقة لباسها وعيشها وإنها سافرت لمقابلة مصممي أزيائها، مؤكدة أنها لم تنجز الفيلم إلا بعد تشبعها بقصة حبيبة مسيكة، "لكن بسيناريو يمثلنى أنا"، وفق قولها. وأضافت " قصة هذه الفنانة مهمة جدا لدي، لكن ما وراء القصة أهم بكثير من القصة .. فما وراءها قضية الحرية المطلقة للمرأة والفنانة .. والفنان لا يغيبه الموت بل يبقي في الذاكرة الجماعية بما تركه من أثر.."، معتبرة أن حادثة قتل حبيبة مسيكة حرقا من عاشقها "لياهو ميموني" هي التي زادت من شهرتها وقد رثاها عديد الشعراء والأدباء. وعبرت المخرجة سلمى بكار عن إعجابها بتشبث أهالي تستور الكبير بتاريخ حبيبة مسيكة، رغم أنها لم تعش كثيرا في هذه المدينة، وبمحاولتهم عبر إحياء ذكرى وفاتها استحضار فترة هامة من الحياة الثقافية والفنية في تونس. واكد محمد المانسي رئيس بلدية تستور لصحفية "وات" أن البلدية، التي نظمت تظاهرة تسعينية حبيبة مسيكة بالتعاون مع جمعية صيانة المدينة ومخبر التراث بجامعة منوبة، تهدف الى إحياء التراث المادي واللامادى للمدينة، مبرزا أن مسيرة حبيبة مسيكة تعتبر هامة لكونها امرأة لها حس وطني، إذ تحدت الاستعمار الفرنسي بالغناء بالعلم التونسي وهي تمثل رمزا، وفق تعبيره من ناحيته، عدد رشيد السوسى رئيس جمعية صيانة المدينةبتستور مناقب حبيبة مسيكة، معتبرا أنها فنانة متكاملة، جمعت بين عدة ميزات، منها حفظ الأغانى والأدوار التمثيلية عند سماعها أو قراءتها من أول مرة، وهي تجيد الغناء والتمثيل والعزف على العود، وقال أيضا إن "الدار التي بنيت من أجل حبيبة مسيكة تعتبر من أهم معالم تستور إضافة الى الجامع الكبير المتفرد وزاوية صالح القرواشي". وتضمن برنامج تظاهرة إحياء تسعينية حبيبة مسيكة اليوم عرضا حول الحياة الثقافية لهذه الفنانة، ونقاشا لفيلم سلمي بكار "رقصة النار"، إلى جانب مشاركة شبابية برسم "بورتريه" لحبيبة مسيكة وعرض أغانيها بآداء من الفنانة عايدة نيات. ويشار إلى أن حبيبة مسيكة (اسمها الحقيقي مرقريت) ولدت بتستور فى 1893 ثم انتقلت الى العاصمة تونس، وقد اشتهرت بالحفظ السريع للاغانى والاشعار، وسجلت مجموعة من أغانيها ببرلين مع الفنان خميس ترنان وشاركت في أعمال مسرحية باللغتين العربية والفرنسية.(وات)