سيارات وشاحنات ثقيلة مارة على الطريق الرابط بين مدينة نفطة وحزوة في الاتجاهين يوقفها في كل مرّة عدد من الشباب ارتدى صدريات خصيصا للحدث، يبتسمون للسائقين يوزّعون لهم مطويات ويقدّمون لهم جملة من النصائح. نصائح تتلخّص في ضرورة تخفيض السرعة والانتباه خاصة وأن هذه الطريق هي طريق دولية تربط بين تونس والجزائر على مستوى معبر حزوة الطالب العربي، وهي طريق تشهد في كل مرّة العديد من الحوادث القاتلة التي تكون الإبل في الأغلب طرفا فيها، مما حتّم ضرورة التوعية والتحسيس من تنظيم ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى وتحت اشراف معتمدية نفطة بالتعاون مع الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات والادارة الجهوية للتجهيز والادارة الجهوية للحماية المدنية الادارة الجهوية للفلاحة وأسلاك الأمن والجيش والحرس الوطني. وقالت سامية هلالي المهندس أول في ديوان تربية الماشية أن الهدف يتمثّل في الوقاية من حوادث الطرقات وتحسيس المربين وكذلك مستعملي الطرقات للحدّ من الحوادث بما أن لون الجمل غامق لا يُرى في الليل ومعروف بارتفاعه الكبير، ولا يمكن اللوم على الابل بل على المربي الذي لم يتخذ الاحتياطات اللازمة وعلى السائق الذي يقود عربته بسرعة جنونية يمكن أن تتجاوز 120 و140 كيلومتر في الساعة الواحدة، ويعتبر طريق نفطة حزوة من أكثر النقاط السوداء في اطار الطرقات المتسبّبة فيها الابل وأن الأحزمة العاكسة للأضواء التي توضع في رقبة الحيوان تُمكّن من رؤيته من على بعد 150 الى 200 متر مما يخوّل للسائق تلافي الاصطدام بالابل. وتابعة هلالي أنه تم تجربة مدى فاعلية هذه الأحزمة والتعريف بها لدى السائقين واعلامهم أنه عند مشاهدة جسم مضيء على جانبي الطريق أو يعبره سيكون حتما ابل يحمل حزاما عاكسا. وأقام ديوان تربية الماشية قبل يوم العملية البيضاء يوما تعريفيا بالخدمات التي يقدّمها الديوان لمربّي الابل وقام بتوزر أحزمة عاكسية على مربي مدينة نفطة وعددها 850 حزاما من جملة 2500 حظيت بها ولاية توزر. وذكرت هلالي أن المربّين يتمتّعون بالأحزمة بصفة مجانية خاصة للنوق الكبار المنتجة، وتم أخذ توزر كولاية نموذجية في المجال قبل تعميم التجربة بالتدرّج في بقية الولايات الأخرى. وبسؤالنا عن سبب تغطية الأحزمة العاكسة ل 50 بالمائة فقط من القطيع أي أن النصف الآخر من القطيع يبقى بلا أحزمة أوضحت هلالي أنه عن عن تجربة وبعد اجراء الدراسات اللازمة تبيّن انه ابل واحد من بين 10 لديه حزام عاكس يصبح قادرا على تحصيل الفائدة وتقديم فاعلية كاملة بالنسبة لكامل القطيع الذي يرافقه. وذكر سامي نصيب معتمد نفطة أنه وقع الاختيار على نفطة كأول مدينة للقيام بعملية بيضاء في علاقة بحوادث الإبل وجدوى الأحزمة العاكسة للأضواء على خلفية أن نفطة تحتوي على 1700 رأس من الإبل أي الأولى على مستوى الولاية من حيث عدد الرؤوس تليها حزوة ب 1200 رأس والثالثة تمغزة 850 رأس.