* بحس كوميدي نقدي نجيب بالقاضي يقدم "المذيعة والصعلوك" *مسرحيين في ومضات تحسيسية والجبالي يغني ضد كورونا التصحر، الذي يعرفه القطاع الثقافي والفني في تونس منذ سنوات تطفو مظاهره أكثر كلما عاشت البلاد إحدى أزماتها الاجتماعية. ومع انتشار فيروس كورونا المستجد وتعليق التظاهرات والأحداث في هذا القطاع تضاعفت مظاهر الفقر الابداعي ولم نشهد خلال الأسبوعين الآخرين إلا بعض العروض المباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي من وصلات للرقص وفيديوهات ال "تيك توك" مع عبارات الشتم والانتقاد والمحاسبة وهي صفات كان الأجدى أن يتعالى عليها بعض الفنانين ويستثمرون صورتهم، تأُثيرهم الاجتماعي واهتمام الناس بأخبار صفحاتهم لبث رسائل توعوية تدعو أكثر للثبات ومواصلة الحجر الصحي حتى يساهموا من موقعهم في ضمان سلامة أكبر قدر من متابعيهم. وفي سياق محاولة البحث عن نقطة ضو ومساحة للإبداع في هذا الوضع الوبائي تظهر بعض التعبيرات الفنية المحتشمة والفردية على غرار إنتاج محمد الجبالي لأغنية "سامحني لا تصافحني" (من كلماته وألحانه) والتي شاركه في طرحها بصفة مجانية الموزع الموسيقي حسام البجاوي والمخرج معاذ الغالي. هذا العمل يعتبره الجبالي واجبا ودوره كفنان له رسالة يحتم عليه التجند لأجل مجتمعه والبحث عن سبل المساهمة في دعمه مّاديا ومعنويا وفنيا. الثنائي المسرحي توفيق العايب وشاكرة رماح اختارا تقديم فيلم تحسيسي قصير لتوعية المواطنين بمخاطر العدوى السريعة ل "كوفيد 19" وعكست كاميرا المخرج أسامة عزي أجواء الاحتفال بعيد ميلاد طفلة دون حضور أصدقائها وأٌقربائها في زمن كورونا وكيف تعامل والديها مع شكوكهما حول إصابة الأم بالعدوى. بدوره، انضم السينمائي نجيب بالقاضي لفئة الفنانين المنتجين في حجرهم الصحي لمّادة فنية توعوية ونشر المخرج التونسي حلقتين من "المذيعة والصعلوك" مع صديقه في الحجر "موستيك". المميز في مقاطع فيديو نجيب بالقاضي على مواقع التواصل الاجتماعي أنها تتجاوز محاولة فنان كسر الملل في فترة الحجر الصحي وتعكس صورة المبدع القادر على التغير وإحداث الفرق.. بصمة السينمائي تشكلت في الدقائق القليلة لفيديوهات "المذيعة والصعلوك" ولم يحتاج نجيب بالقاضي للكثير من التقنيات لينقل في مشاهده مع "موستيك" رسالة توعوية بأسلوب كوميدي نقدي. نحن لا نطالب الفنانين بإنتاج أعمال "عظيمة" في فترة حجرهم الصحي رغم أن زمن الأوبئة أنجب روائع شكسبير ولوحات دا فينشي ولكن نأمل أن تمنح أزمة كورونا، التي تمر بها تونس مع عدد من دول العالم مساحة تفكير وتأمل للقائمين على الشأن الثقافي في البلاد ومبدعيه. فأمام هشاشة هذا القطاع وانتشار ثقافة "البووز" ونجوم "السويشال ميديا" غاب المبدع الحقيقي بين تصنيفات جديدة لفن وصناعه .. لسنا ضد خدمات الترفيه وعروض "شوو" لكن عند الأزمات نحن في "معركة وعي" نحتاج خلالها لمؤسسات ثقافية ونخبة قادرة على دفع "نبض الحياة" لا أن تكون هي أولى القطاعات المضطرة لقبول التبرعات على حساب "دفع الحياة".