يروي محمد (41 عاماً)، وهو من محافظة قفصة في تونس، وهو أول مصاب بفيروس كورونا الجديد في البلاد، حكاية شفائه ل "العربي الجديد"، والفترة التي قضاها في الحجر الصحي، وكيف قرّر التخلي عن هاتفه الجوال، والتوقف عن متابعة الأخبار السلبية المتعلقة بالفيروس ومخاطره ليتمكن من الصمود. يوضح محمد أنّه كان في غرفة معزولة في المستشفى، حيث كان الأطباء يقدمون له بعض الأدوية من حين إلى آخر وسط إجراءات وقائية مشددة، مبيّناً أنّه قطع الاتصال بعائلته على الرغم من شوقه الكبير لطفليه، وأحدهما رضيع، ووالدته المسنة البالغة من العمر 80 عاماً، والتي لم تكن تعرف في البداية شيئاً عن الفيروس ومخاطره. لكنه كان يخشى أن تصاب هي أيضاً بالعدوى. ويلفت محمد إلى أن فترة الحجر الصحي لم تكن سهلة أبداً. لم يكن قادراً على النوم، وكان يشعر بالضيق والقلق ويفكّر باستمرار في خطر الفيروس. ويزداد الأمر صعوبة عليه حين يفكر في عائلته، مبيناً أن ذلك الشعور لا يمكن تفسيره، لكنّه في الوقت نفسه تسلّح بالصبر والعزيمة، وقرر الانعزال التام عن العالم وإغلاق هاتفه وعدم التواصل حتى مع أقرب الناس إليه. لم يعد يتصفح شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن الأخبار كانت تتعبه في معظم الأحيان، عندما يتمّ الحديث عن العدوى والوفيات. يضيف أن كونه أوّل مصاب بكورونا في تونس، فإن بعض الإشاعات أزعجته كثيراً، وكان يتضايق من بعض الأخبار والتصرفات، لكنه قرر أن يكسب المعركة ولا يستسلم للهواجس والإشاعات. يضيف أن المعنويات العالية ضرورية في هذه المعركة، وهو الأمر الذي عمل على تعزيزه. التفاؤل ضروري، وما كان يقويه ويجعله متفائلاً بالشفاء أنّه لم يعان من أعراض مزعجة على غرار العديد من المرضى. يتابع محمد أنّ على الناس الوعي حول ضرورة الوقاية وعدم المجازفة بالخروج إلى الشارع..(العربي الجديد)