مثل تنظيم سهرة امس السبت 8 اوت 2020 اول الاختبارات الجدية لإدارة مهرجان بنزرت الدولي في دورته 38 و لا يتعلق الامر كما جرت العادة بترتيبات العرض بل في تطبيق البروتوكول الصحي الاجباري مع تمكين قرابة 3000 متفرج من الدخول بسلاسة لمتابعة double face للثنائي كريم الغربي و بسام الحمراوي الذي تمكن من شد الحاضرين طيلة 90 دقيقة بنسخة محينة نسبيا مقارنة بالدورة الماضية. وقد انطلق العرض بلوحة راقصة تحسيسية محورها التوقي من فيروس كورونا يمكن استغلالها من الادارات المعنية في اطار حربها ضد الوباء القاتل ثم تطرق الثنائي بأسلوبهما الخاص الذي يخلو من ايحاءات تفاعل معها الحضور الى المشاكل الاسرية المرتبطة بالزواج و الولادة و تربية الابناء ليتخلصا بسلاسة منقطعة النظير الى مواضيع الساعة السياسية عبر تقليد المناكفات المزمنة بين الكتل البرلمانية بمجلس الشعب ثم انتقلا الى نقد بعض الفاعلين على الساحة الفنية و الثقافية عند استشرافهما لمستقبل تونس سنة 2080 و يحسب لكريم و بسام تكريمهما للفنان الراحل سفيان الشعري عند الحديث على حقوق التأليف المهضومة واعتمادهما على المحاكاة الساخرة لعدد من الاغاني التونسية والعربية المشهورة - parodie - التي تمت بصياغة ممتازة من المختص مهدي R2M و الاكتشاف احمد الصيد. اجمالا كانت السهرة جيدة و اكد خلالها الثنائي تمكنهما من " الصنعة " اللازمة لشد المتفرجين و التفاعل معهم بطريقة " العرض الحي " على حد تعبير كريم الغربي خلال الندوة الصحفية التي شهدت اعلان الثنائي اعتزامهما اعداد عمل مسرحي جديد برؤية مختلفة عن double face التي قدماها في اكثر من 200 مناسبة. وتجدر الاشارة ان الندوة الصحفية لم تتواصل سوى 20 دقيقة بتعلة اقتراب موعد رفع الجسر المتحرك الرابط بين مدينة بنزرت والطريق السريعة نحو العاصمة وهو امر غير مقبول لأنه من حق الاعلاميين طرح كل الأسئلة و الحصول على الاجابات في متسع من الوقت و المؤكد انه لن يضر الفنانين القادمين من خارج بنزرت البقاء بها ساعة او اكثر بعد العرض لسبب او لأخر بعد ان احتضنهم الالاف من ابنائها طيلة ساعات و احيانا لأيام بكل حب مثلما حدث مع الثنائي الغربي و الحمراوي.