- لم تكن زيارة وزيرخارجية إيران إلى مصرإلا مؤشراً هاما ورئيسياً على تغييرجذري في التحالفات التي فرضتها تداعيات "الربيع العربي"، في الشرق الأوسط!!! فالتنبؤات تشيرإلى أن التحالف الإقليمي (الخليجي التركي- الاخواني) الذي تشكّل عقب ربيعي تونس ومصروسجل نجاحاً فائقاً في ليبيا وفشلاً ذريعاً في سوريا؛ بدأ بالتفكك والانقلاب على مكوناته، والسبب هو تغيّر بوصلة المصالح وظهور نتائج غير حميدة لتنامي قوى الإخوان المسلمين في الإقليم، فبعد تربعهم على عرش مصر وتسلمهم لمقاليد الحكم في تونس وليبيا ظهرت وعلى عجالة النوايا الخفية لهذا التنظيم الذي تفتحت قرائحه على المزيد من السيطرة والنفوذ، مستغلاً ما حققه من نجاحات في سبيل دعم وإسناد خلاياه في باقي الدول العربية، ومن الواضح جداً أن هذا التنظيم يمسك العصا من الوسط فهو يسير في ركب التحالف ضد سوريا وفي نفس الوقت لم يقطع الطريق مع إيران وعينه ترف تجاه الخليج، وقد بدأ يطوّر طموحه في السعي لإيجاد نفوذ سياسي شعبي داخل الدول الخليجية بشكل عملي !!! وعوداً على زيارة وزيرالخارجية الإيراني إلى مصرالتي تترجم عملياً تقارب المصالح الاخو- إيرانية ؛فإيران تسعى لإضعاف المحور الذي تشكّل ضد سوريا، والإخوان يبحثون عن حليف بديل في الإقليم يساعدهم على كسب المزيد من أوراق الضغط السياسية خصوصاً بعد تغيرالبوصلة السياسية للإمارات تجاههم ودعمها لجبهة الإنقاذ وحالة الجفاء التي أصابت علاقتهم مع السعودية والتي أيضا لا ترتاح كثيراً للسياسة القطرية وتقلق منها، وهذا ما يؤكده الانسحاب الدبلوماسي للسعودية وتغيّرموقفها تجاه الأزمة في سوريا!!! الله وحده يعلم ماذا تخبئ تقلبات الأجواء السياسية في قادم الأيام؟؟؟؟ إلا أن التنبؤات والرصد السياسي يشيران إلى مزيد من التقلبات والتحولات التي ستؤدي في النهاية إلى مواجهة حتمية بين الأنظمة الحاكمة في الخليج وبين الإخوان المسلمين الذين ينتقلون حالياً من الحاضنة العربية إلى الحاضنة الإقليمية وصولاً إلى الحاضنة الأكبر وهي الغربية. كاتب اردني