ما فتئ تنظيم "داعش" الإرهابي يخسر قياداته الواحد تلو الآخر خاصة بعد موجة الإنشقاقات التي شهدها سواء في صفوفه في سوريا أو العراق ومن بين العناصر التي أعلنت انشقاقها مؤخرا عن "داعش" أحد الأمراء بالتنظيم ويدعى "أبو دجانة" اللّيبي الذي كان صرح مؤخّرا في احدى القنوات الفضائية من أنه انشق عن التنظيم ويريد العودة الى ليبيا بسبب الممارسات التي يقوم بها تنظيم "داعش" من تهجير الأهالي من منازلهم، وغيرها من الممارسات الفظيعة الأخرى التي يقوم بها التنظيم، داعيا نظرائه الى الإنشقاق عن "داعش". وقد اعتبر البعض أن تلك الإنشقاقات في "داعش" بداية لسقوط التنظيم وانهياره وهناك من اعتبر العكس ورأى أن الإنشقاقات سببها الصراع على النفوذ والمصالح داخل التنظيم.. وفي هذا السياق، أوضح علي الزرمديني الخبير الأمني في افادته "الصباح نيوز" ان الإنشقاقات سواء في تنظيم "داعش" الإرهابي أو "القاعدة" أو أي تنظيم ارهابي آخر طبيعية جدا على اعتبار وأن هنالك مصالح ونفوذ ومسائل ذاتية واختلافات جوهرية تحصل بين الحين والآخر، داخل تنظيم "داعش" أو غيره. واعتبر الزرمديني أن الإنشقاقات داخل "داعش" لا تنم عن صحوة ضمير لأن أي عنصر ارهابي سواء من ذلك التنظيم أو غيره من التنظيمات الأخرى عندما ينشق عن نظرائه لا يتخلى عن فكره المتطرف المتشدد وعقيدته الإرهابية بل تخلى عن تنظيم، معتبرا المسالة بمثابة خلع قميص وارتداء آخر أي كل العناصر المنشقة، وفق الزرمديني، تريد أن تبحث عن موطئ قدم لها وسلطة ونفوذ داخل تنظيمات أخرى، فالمسالة، وفق تصريحه، هي مسالة صراع على النفوذ والمصالح داخل التنظيمات الإرهابية لذلك فكل العناصر المنشقة عن تنظيماتها تريد خلق جبهة ارهابية جديدة بمعاني اخرى وبمفاهيم أكثر تطرفا وتشددا حتى يعطي ذلك القيادي المنشق شرعية مطلوبة لدى القواعد تقوم على منهج يكون أكثر تطرفا وأكثر قوة ويكون قادرا على المواجهة على أوسع نطاق. وأكد محدثنا أنه لا يمكن اعتبار انشقاقات القيادات الإرهابية سواء عن "داعش" أو غيره من التنظيمات الأخرى "صحوة ضمائر هؤلاء " بل المعركة هي معركة نفوذ ومصالح و"صراع للفوز ب"جواري" داخل التنظيم". وحول ما اذا كانت تلك الإنشقاقات اعلان عن سقوط داعش وتهاويه يقول الزرمديني أن الثابت أن كل تنظيم يشهد مثلما أشار آنفا انشقاقات داخل صفوفه ولكن هذا لا يعني أن ذلك التنظيم يمكن أن نعتبره انتهى وانهار بل يمكن اعتبار تلك الإنشقاقات داخل أي تنظيم بامكانها إضعافه نسبيا ولكن لا تعني نهايته باعتبار أن من ينشقون لا يتخلون عن أفكارهم الارهابية.