ناخب واحد فقط مقابل 5 ملاحظين.. هذه صورة التي رصدتها "الصباح نيوز" في مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية صباح اليوم، فبين الفينة والاخرى يدلج شيخ ستيني من باب المركز، ليسال رئيس المركز او احد المراقبين حول سير العملية الانتخابية. ويتكرر المشهد مرارا وتكرارا انطلاقا من 5 مراكز اقتراع زارتها "الصباح نيوز" منذ انطلاق عملية التصويت في اولى انتخابات بلدية ديمقراطية تشهدها البلاد، الى حدود الساعة العاشرة ونصف صباحا. ولعل القاسم المشترك بين كل المراكز يبقى الاقبال الضعيف من جموع الناخبين على الاقتراع، في مشهد كاد يقتصر فيه إقبال الناخبين على الذين تجاوزت أعمارهم ال50 سنة. يفسر انيس وهو شاب يبلغ من العمر 25 سنة التقيناه في مقهى قبالة مركز الاقتراع بنهج الهند سبب عزوفه عن ممارسة حقه الانتخابي بعدم تسجيله في هذه الانتخابات، مضيفا ان مشاركته او عدمها لن تغير شيئا في المسار السياسي بالبلاد، ف"نفس الطبقة المتحكمة بالمشهد السياسي ستحافظ على مراكزها" متابعا ان الانتخابات لن تغير شيئا باعتبار ان المشهد الانتخابي تتحكم فيه لوبيات من وراء الكواليس حسب رأيه. ولا يبدو ان هذا الموقف هو نفسه بالنسبة لعم بشير الذي جلس بمقهى بالمنزه 1، فقد اشار انه يجب القيام بالواجب الانتخابي، مضيفا "آنا انتخبت منذ اولى انتخابات عهد بورقيبة والى الان اسعى للقيام بهذا الواجب خاصة وان المجريات السياسية تغيرت وأصبحت هناك ديمقراطية وتعددية سياسية". لم يختلف المشهد بالنسبة لمراكز اقتراع أخرى في مناطق شعبية مثل حي التضامن الذي يتميز بكثافة سكانية كبيرة، فبالرغم من ان السوق الأسبوعية اكتظت بالمواطنين الا ان مراكز الاقتراع خلت منهم، بالرغم من ان الإقبال على الانتخاب في هذا الحي كانت اكثر من المراكز التي رصدتها "الصباح نيوز" في كل من المنزه وحي الخضراء ولافيات.