أكد الحارس الدولي السابق أحمد بورشادة في تصريح ل"الصباح نيوز" بأن مشاركة المنتخب الوطني التونسي في مونديال روسيا مثلت مهزلة متكاملة المعالم وذلك بعد أن دخل المنتخب التاريخ من أسوإ الأبواب بتكبده لأعرض هزيمة له في مشاركاته السابقة مع مردود كارثي لخّص بوضوح حالة كرة القدم التونسية التي تسير بخطى متسارعة نحو الهاوية في ظل هذه المنظومة الفاسدة وفي ظل اختراقها من قبل السياسيين والفاسدين والسماسرة والبورجوازيين،حيث تم تغييب الكفاءات والقامات الرياضية الكبرى كما تم تهميش المواهب وحرمان "الزواولة" من ممارستها،حيث باتت الرياضة للأغنياء فقط و"لشكون يدفع أكثر" وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يتراجع أداء المنتخب وأن يكون مردوده بتلك الشاكلة. وأضاف الحارس السابق للمنتخب و النادي البنزرتي بأن حقبة رئيس الجامعة الحالي وديع الجريء لم تعرف أية نقطة إيجابية،حيث قسم البلاد وساهم في تأجيج النعرات الجهوية،كما غابت النتائج الإيجابية عن المنتخبات وبالتالي فإن عليه "أن يفهم قدرو ويرحل".لأن النجاح في كرة القدم يتطلب مشاركة أهل الاختصاص الذين بإمكانهم أن يشعروا بمعاناة اللاعبين وأن يخططوا بالطريقة التي تنفع الكرة لا أن يجعلوا منها غاية لتحقيق مصالحهم الشخصية وخدمة أهداف أخرى كتبييض الفاسدين وتنظيفهم. وحول الحلول التي يجب إتباعها لإصلاح كرة القدم التونسية،أوضح بورشادة بما الوضع لم يعد تحمّل مزيدا من الصبر،حيث لا بد من محاسبة كبيرة وشاملة لكل من تسببوا في هذه الخيبات،كما يجب أن فتح مرحلة جديدة يقودها "راجل صحيح" لا يعرف الخوف ويكون قادرا على أخذ القرارات الجريئة المتمثلة في تجميد الكرة لمدة لا تقل عن 4 سنوات وإعادة البناء على أسس صحيحة مع وجوه معروفة وناجحة على غرار حمودة بن عمار والشتالي وذياب وغميض الذين خدموا كرة القدم التونسية بلا حسابات ودون رغبة في جمع الأموال وكسب الشهرة تماما كما يحدث في الوقت الراهن.مشيرا إلى أنه لا بد من إعادة الحياة لمراكز التكوين وتمكين أبناء "الزواولة" من ممارسة كرة القدم والبحث عن مسيرين "صحاح" بإمكانهم نقض منظومة الاحتراف المغشوشة التي أضرت بكرة القدم التونسية ودفع نواديها نحو التهلكة.