عقدت الدول الأعضاء للجامعة العربية إلى حد اليوم أربع قمم اقتصادية. وانبثقت فكرة عقد هذه القمم "الرامية الى تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي"، منتصف سنوات 2000 ببادرة من مصر والكويت. وصادق المشاركون في القمة العربية بالرياض (العربية السعودية) في 27 مارس 2007 على هذا الموعد الاقتصادي العربي، الذي تم خلال محطاته الأربع التعرض الى مسائل حاسمة تهم العالم العربي وتعلقت بالأمن المائي والغذائي وتحرير التجارة وإزالة الحواجز الديوانية وتمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة وبحق السكن ومكافحة الفقر والبطالة وتحسين الخدمات الصحية والربط البيني للنقل عبر السكك الحديدية. غير أن معظم هذه القضايا والمبادرات لم تتحقق. ولعل الربط الكهربائي والربط البيني بالسكك الحديدية مثالان لفشل مخرجات هذه القمم. وفي ما يلي قائمة القمم الإقتصادية العربية وقراراتها الرئيسية: قمة الكويت 20 جانفي 2009 عقدت القمة الإقتصادية الأولى في الكويت بمشاركة 22 دولة عربية وتزامنت آنذاك مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بفلسطين. واتفق خلالها الزعماء العرب على المساعدة في إعادة إعمار غزة ومكافحة البطالة والأمية ورفع مستوى التعليم وتعزيز دور القطاع الخاص في المنطقة العربية. كما عقدت هذه القمة أيضًا في سياق تداعيات الأزمة المالية العالمية التي اندلعت عام 2008 بالولايات المتحدة. ولئن تأثرت باقي الأسواق العالمية بالأزمة ، بقي العالم العربي بمنأى عن تداعياتها. وكان ممثلو الدول العربية الحاضرة في إطار "إعلان الكويت"، اتفقوا على العمل سويًا من أجل "الارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربي". وتم التركيز أيضًا على الحاجة للمضي قدمًا في مشروع الربط الكهربائي العربي وخطة ربط السكك الحديدية. قمة شرم الشيخ ( مصر ) 2011 انعقدت هذه القمة أيضًا في ظرف خاص جدًا، تميز ببداية ثورات "الربيع العربي" وشهد من خلالها العالم العربي اهتزازا لعدة أنظمة وسقوط الأنظمة بكل من تونس ومصر وليبيا. ولما كانت هذه التغييرات، غير متوقعة على الإطلاق في العالم العربي، فإنها اثرت على العمل العربي المشترك في مختلف المجالات، وخاصة في مجال التنمية الاقتصادية والتجارية. وتمت في نهاية هذه القمة الدعوة إلى مواصلة تنفيذ قرارات قمة الكويت، بما في ذلك مبادرة الأمير صباح أحمد الصباح، في ما يتعلق بتعبئة الموارد المالية اللازمة لتعزيز وتمويل مشاريع القطاع الخاص والمؤسسات الصغرى والمتوسطة في العالم العربي. كما وقع الإعلان عن مساهمة الدول العربية التي وصلت إلى مليار و 393 مليون دولار، بإجمالي رأس المال المطلوب، 2 مليار دولار في الصندوق العربي للتنمية الإقتصادية والإجتماعية. وبقي مشروع الربط الكهربائي العربي في حالة ركود وتم توجيه دعوة إلى صناديق التمويل العربية والإقليمية والدولية للمساعدة في تمويل تكييف شبكات الكهرباء المحلية في أقل البلدان نمواً. ودعا القادة العرب، في ما يتعلق بالأمن الغذائي العربي، إلى مواصلة تنفيذ الخطة الإطارية لبرنامج الأمن الغذائي العربي العاجل وتنفيذ المرحلة الأولى من هذا البرنامج المخطط لها للفترة 2011-2016. قمة الرياض بالعربية السعودية 2013 انعقدت القمة الاقتصادية العربية الثالثة بالمملكة العربية السعودية سنة 2013 وتبنى المشاركون فيها مشروع اتفاقية الاستثمار العربي الموحد. كما تعهدوا بموجب هذه الاتفاقية بحماية الاستثمارات والمستثمرين والعرب. وانبثقت عن قمة الرياض، جملة من التوصيات الهامة تخص إحداث اتحاد ديواني أو على الأقل تدابير تنص على تخفيض الحواجز الجمركية والإعفاءات الشائعة. ومن بين التوصيات الأخرى للقمة مسألة إنشاء سوق نفط عربية. وأقر القادة العرب، في ما يتعلق بربط السكك الحديدية، تنفيذ هذا المشروع الذي يعتمد على مشاركة القطاع الخاص وليس على مبادرات الحكومات. وبشأن الامن الغذائي جدد المجتمعون دعوة مؤسسات التمويل العربية والإقليمية والدولية إلى احتواء مشاريع البرنامج الأمن الغذائي. وتم حظر مشروع الإتحاد الجمركي بسبب التحولات السياسية. وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية كان أنشأ منطقة للتجارة الحرة العربية في عام 2005 (ملحقة ب CESالتابعة لجامعة الدول العربية). وينص الإتفاق في هذا الخصوص على التخفيض التدريجي للحواجز التعريفية (10بالمائة في السنة) وإزالة الحواجز غير الجمركية. قمة بيروت بلبنان : 20 جانفي 2019 طلب الأعضاء ال 22 في جامعة الدول العربية خلال هذه القمة، من الدول المانحة دعم الدول التي ترحب باللاجئين ضحايا الحروب في سوريا واليمن. كما دعوا إلى إنشاء منطقة تجارة حرة. وركزت القرارات الرئيسية للقمة على تعزيز عملية إنشاء منطقة تجارة حرة عربية وإنشاء صندوق بقيمة 200 مليون دولار (175 مليون يورو) لتطوير الإقتصاد الرقمي في المنطقة. وأعلنت الكويت وقطر خلال القمة عن المساهمة بمبلغ 50 مليون دولار في هذا الصندوق.(وات)