أكد ملك الأردن الملك عبد الله في كلمة ألقاها اليوم الأحد، خلال أشغال القمة العربية العادية الثلاثين، أن التجارب، أثبتت،خلال السنوات الماضية، أن التحديات العربية عابرة للحدود وليس بامكان أي دولة منفردة أن تدافع عن مصالحها وتواجه الأطماع و التدخلات الخارجية وتنعم بازدهارها دون عمقها العربي. وقال " لقد شغلتنا وللأسف تحديات وطنية داخلية عن الهم العربي لأمتنا الواحدة وهذا يستدعي الانتقال من مرحلة مواجهة التحديات كل على حدة الى التطبيق الحقيقي لمفهوم العربي المشترك.. فالتحدي المشترك لا يمكن مجابهته إلا بارداة مشتركة"، معربا عن أمله في " أن تمثل هذه القمة نقطة تحول ايجابية للخروج بمواقف موحدة ورؤى مشتركة تجابه التحديات التي تواجهنا وتستثمر الفرص المطروحة" . وأردف قوله " لقد عانت مجتمعاتنا العربية ولازالت من آفة الإرهاب حيث يسعى خوارج هذا العصر إلى تدمير نسيجنا الاجتماعي وتشويه هويتنا العربية الإسلامية الأصيلة وإرثنا القائم على الرحمة والتسامح وحرمة الروح الانسانية ورغم هزيمة داعش في العراقوسوريا إلا أن خطره لم يتنه بعد ولا بد من التصدي لهذا الفكر الظلامي بالعمل وفق منهج شمولي على المسارات العلمية والفكرية والتنموية". وأضاف " نلتقي اليوم والكثير من الصعاب والتحديات التي تعاني منها شعوبنا تستدعي منا أن نكون عند طموحات شعوبنا التي تنتظر منا قرارات تحقق آمالهم وتؤكد على وحدة مصيرنا ومستقبلنا المشترك، فشعوبنا وخاصة الشباب الذين يشكلون الغالبية منها يستحقون منا العمل من أجل غد أفضل" . وأكد أنه قد آن الأوان لاستعادة البوصلة لقيادة مجتمعات المنطقة نحو الأمن والاستقرار، مشددا على أن " التحديات وان اختلفت لكن المصير واحد ولابد هنا من الاتفاق على أولويات واحدة وذات هم مشترك". وفي صدارة أولويات المنطقة بين الملك عبد الله الثاني أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى الهم الأول الذي يشغل الوجدان العربي، مؤكدا في هذا السياق أن الأساس في التعاطي معها لابد أن يكون ضمن الثوابت العربية " فالقضية الفلسطينية يجب ان تبقى القضية العربية المركزية والاولى ولا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يلبي طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا الى حل الدوليتن ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية "، حسب قوله. وأشار، في هذا السياق، إلى ما تتعرض إليه القدس الشرقية و المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها من انتهاكات "هدفها تغيير تاريخ وهوية المدينة" ، مضيفا قوله أنه" انطلاقا من وصايتنا الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها أؤكد على أن الأردن مستمر بدوره التاريخي في حمايتها والدفاع عنها "، مشددا على أهمية مواصلة دعم وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيين " الانروا" حتى تواصل تقديم خدماتها للفلسطينيين في المنطقة. كما أبرز أهمية التطورات الايجابية في العراق حيث نجاح العملية السياسية وتشكيل الحكومة ، حسب قوله، لافتا إلى أن الأردن يتطلع الى" العمل الوثيق مع الاشقاء في العراق لترجمة العلاقات الثنائية المتميزة وتحويلها الى فرص وبرامج على أرض الواقع وذلك انطلاقا من واجب دعمهم للحفاظ على ما حققوه من انتصارات ضد الارهاب واستكمال مسيرة البناء ليستعيد العراق دوره الهام في العالم العربي". وفي علاقة بالملف السوري، أكد الملك عبد الله الثاني موقفه "الثابت منذ انطلاق الأزمة أنه لا بديل عن حل سياسي يحفظ وحدة سوريا ارضا وشعبا ويضمن عودة امنة وطوعية للاجئين لوطنهم، مؤكدا على ضرورة مساندة الدول المستضيفة للاجئين وتمكينها من الاستمرار في ذلك الواجب على اعتباره مسؤولية مشتركة. ولفت في علاقة بالجولان السوري المحتلة قائلا "كان موقفنا وسيظل أن الجولان هي أرض سورية محتلة وفقا لكل قرارات الشرعية الدولية".(وات)