اعتبر رئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي والمحلل السياسي عز الدين عقيل في تصريح ل»الصباح الأسبوعي» أن ما يحدث اليوم في ليبيا هو «خطوة وطنية يتخذها الجيش باتجاه التصدي لمنظومة ميلاشوية فاسدة جعلت البلاد تتراجع إلى الوراء على المستويين السياسي والتنموي وأغرقت البلاد في حالة فساد وهي تسمح بالتدخل الأجنبي الخطير في شؤون البلاد، فالسفراء يعطون التعليمات للمسؤولين حتى لوزير الداخلية نفسه،» على تعبيره. ويضيف عقيل أن الجيش الليبي جيش مناضل وهو متمسك بضرورة أن يوقف الفساد ويحرر شعبه. وردا على سؤالنا بخصوص تحرك الجيش ضد حكومة معترف بها دوليا يجيب محدثنا «لا علاقة لنا بهذا الاعتراف الدولي» .. ويضيف «هذا اعتراف لا قيمة له هم يعترفون بهذه الحكومة فلتذهب للحكم في بلدانهم.. الشعب الليبي لم يعترف بها وهذه الحكومة عرفية لم تحظ باعتراف البرلمان وهي ليست حكومة منتخبة من الشعب. « ويتابع محدثنا «أنا أتحدى فايز السراج بأن يقوم باستفتاء للشعب حول العمليات العسكرية التي يشنها الجيش.. أنا أراهن على أن الشعب الليبي يدعم جيشه ويؤيده.. وإن جاء الاستفتاء بأن الشعب يريد حكومة السراج سنقبل بهذه النتائج.. ولكن لن يقوموا بهذا الاستفتاء لأن الجيش الليبي يستقبل بالترحاب في المدن التي وصلها.» نزع السلاح وردا على سؤالنا بخصوص التوجه إلى الحل العسكري في وقت كان من الممكن فيه تغليب مقترح التوافق على تنظيم الانتخابات، يرد محدثنا «هذا السؤال لابد أن يوجه إلى الألماني الذي يرأس اليوم مجلس الأمن.. لماذا لا يتدخل مجلس الأمن ليجمع أمراء الحرب حول مائدة للتفاوض لوضع خارطة طريق لنزع السلاح.. هذه مسؤولية مجلس الأمن الذي تدخل طوال القرن العشرين في أكثر من 60 دولة شهدت نزاعات مسلحة ولكن مجلس الأمن لم يتخذ أي خطوة لتحقيق ذلك في ليبيا.» لو لم يسحق الناتو الجيش الليبي.. ويرى عقيل أن الجيش في ليبيا مؤسسة هامة «لو أن الناتو لم يسحق الجيش كنا ذهبنا مذهب الطنطاوي في مصر، واتخذنا نفس الخطوات الانتقالية وشكلنا حكومة لتسير الأعمال وحفظ الأمن وتنظيم انتخابات. وهذا ما سيجري اليوم سيقوم الليبيون بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وعندها سينسحب الجيش ويعود إلى ثكناته.» وبخصوص ما إذا كان خليفة حفتر يطمح إلى تولي السلطة يقول محدثنا «كل الدساتير في العالم بما فيها الديمقراطية تحفظ حق العسكري في أن يترشح للانتخابات بشرط أن ينزع بزته العسكرية وتحفظ له أيضا حقه في أن يدلي بصوته ويختار مرشحا يدعمه ولن يكون الجيش الليبي منهما استثناء.» أروى الكعلي