خسائر بالمليارات تكبدتها الخطوط التونسية جراء الاضطرابات المسجلة في رحلاتها أيام السبت والأحد والإثنين حيث تم القاء 10 رحلات 2 منها كانت يوم أمس حسب مصدر من الخطوط التونسية ل«الصباح» هذا بالإضافة الى التعويضات التي من المنتظر أن تصرفها الشركة للمتضررين بسبب تحركات احتجاجية وصفتها الشركة بالمفاجئة ما دفعها لتقدم اعتذاراتها للمسافرين. فقد أكد الرئيس المدير العام للخطوط التونسية إلياس المنكبي أن غياب الطيارين عن العمل بشكل مفاجئ تسبب في اضطرابات على مستوى الرحلات مشيراً إلى تواصل المفاوضات معهم حول طلبات كانوا قد تقدموا بها إلى الطرف الإداري تتعلق أساساً بزيادة الأجور واصفا إياها بالتعجيزية و الشركة غير قادرة، في وضعها الحالي الصعب، على تنفيذها . تواصل المفاوضات واتفقت الادارة العامة للخطوط التونسية ونقابة الطيارين، على استنناف الحوار انطلاقا، من الاثنين القادم، للبت في المسائل العالقة . وجرى التوصل الى الاتفاق، خلال جلسة عمل اشرف عليها وزير النقل هشام بن احمد امس وحضرها مسؤولون عن الإدارة العامة للخطوط التونسية وعن نقابة الطيارين بحضور الكاتب العام لجامعة النقل المنصف بن رمضان. وأكد وزير النقل هشام بن احمد خلال اللقاء على ضرورة توخي الحوار بين الطرف الإداري والنقابي كسبيل وحيد لتقريب وجهات النظر وتنقية المناخ الاجتماعي. وكان الأسبوع المنقضي قد عرف جلسات تفاوض بين إدارة الشركة و الجانب النقابي، وتم الاتفاق على مواصلة النقاش في جلسة أخرى أمس الاثنين، إلا أن الشركة فوجئت بغياب عدد من الطيارين عن العمل ما أدى إلى حصول خلل كبير على مستوى الرحلات. وكانت الشركة قد حاولت إيجاد حلول لهذا الوضع ولجأت إلى اكتراء طائرات، وتكوين خلية أزمة، إلا أنها لم تتمكن من منع الاضطرابات في 3 رحلات يوم السبت و5 رحلات الأحد و2 رحلات أمس. وفي المقابل ومن جانبه أفاد كاتب عام نقابة الطيارين محمد بن كيلاني بأن الاضطرابات التي شهدتها رحلات الشركة الوطنية للخطوط التونسية أيام 13 و 14 و 15 أفريل 2019، لا علاقة لها بأي احتجاجات مطلبية مادية بل إن سبب الاحتجاجات هو سوء التصرف في الموارد البشرية وبالمحطة الجوية والأعطاب التي تم تسجيلها بعدد من الطائرات. وللخروج من الأزمة التي عرفتها الناقلة الوطنية شهد يوم أمس الاثنين جلسة تفاوض جمعت الطرف الإداري مع نقابة الطيارين بهدف التوصل إلى حل وتجاوز الاضطرابات المسجلة في عدد من الرحلات الجوية لا سيما وأن الناقلة الوطنية على أبواب موسم سياحي سيكون جد واعدا حسب التوقعات وما يحدث لا يصب لا في مصلحة الشركة والعاملين فيها وبل وحتى يعد ضربا لسمعتها ولا في مصلحة البلاد بصفة عامة . صعوبات جمة ومنذ سنوات تعيش الخطوط التونسية على وقع صعوبات مادية كبيرة، حتى إنها قامت بتسديد رواتب أكثر من 7 آلاف موظف خلال شهري فيفري ومارس بصعوبة كبيرة. علما وأن الأجور تكلف الشركة سنوياً نحو 340 مليون دينار. وخير دليل على أن الشركة تعاني من مشاكل مادية هو عجزها عن اقتناء طائرات جديدة لتحسين الأسطول، ولما تجديده لا سيما في ظل الكم الهائل من التشكيات التي تصل لإدارة الشركة ولوزارة النقل بسبب القصور الذي تعرفه الخطوط التونسية على توفير عدد أكبر من الرحلات وفتح خطوط جديدة نحو وجهات أخرى، بما يعوق تدفق السيّاح الأجانب، في ظل توقعات بقدوم تسعة ملايين سائح في 2019، وذلك بحسب توقعات صادرة عن وزير السياحة روني الطرابلسي وهو ما دفع بالشركة إلى السعي لرفع طاقة استيعابها عبر استئجار خمس طائرات جديدة رغم الأزمة المالية التي تمر بها، إلى جانب فتح خطوط جديدة في القارّة الأفريقية والآسيوية، للمساعدة على جلب السيّاح من هذه الأسواق غير التقليدية ومساعدة الاقتصاد التونسي عموماً، علما وأن الشركة في انتظار مشروع هيكلة متكامل معروض على الحكومة وسيتم المصادقة عليه قريباً ، ما سيساعد على تحسين وضع الشركة المالي وطاقة استيعابها. وتعد الاضطرابات الأخيرة ضربة قاسمة للخطوط التونسية لا على المستوى المادي فقط بل وعلى مستوى سمعة الناقلة التي مافتئت تتراجع في ظل العديد من التجاوزات والمشاكل التي تعرفها خاصة القضايا المتعلقة بسرقة أمتعة المسافرين. حنان قيراط