ترك الأداء المتذبذب لحراس مرمى المنتخب الوطني التونسي في "كان" مصر أكثر من نقطة استفهام، حيث ساهمت الهفوات المتكرّرة لكل من فاروق بن مصطفى ومعز حسن ومعز بن شريفية في حرمان المنتخب التونسي من بلوغ النهائي القاري والحصول على المركز الثالث. ولمعرفة أسباب هذه الأخطاء الفادحة، اتصلت "الصباح نيوز" بالحارس الدولي السابق بوبكر الزيتوني الذي أفادنا بأن تونس تعاني مشكلا كبيرا في حراسة المرمى وهذا أمر لا يمكن لأحد أن ينكره وناتج عن غياب التكوين القاعدي لحراس المرمى. وأضاف الزيتوني بأن الإطار الفني للمنتخب أساء التعامل مع حماة العرين وتسبب بشكل مباشر في الأخطاء التي ارتكبوها. فعلى عكس بقية المراكز، يتم تحديد المستويات لحراس المرمى منذ البداية من خلال تسمية الحارس الأول والثاني والثالث وهذا لم يتم في المنتخب الوطني حيث ضاعف الإطار الفني الضغوط على الحراس وأفقدهم ثقتهم في أنفسهم بالتخلي عن فاروق بن مصطفى بعد خطأ عادي وبعدها عن معز حسن وهو ما وضع ضغوطا مضاعفة على بن شريفية الذي أخطأ بدوره.فالحارس الأول لا يعوّض حتى وان ارتكب هفوات بل يجب الوقوف إلى جانبه ودعمه والرفع من معنوياته وهذا لم يقم به الإطار الفني للمنتخب. وأوضح الحارس السابق للنادي الإفريقي بأنه يحترم كثيرا الحارس معز حسن ويثق كثيرا في إمكانياته ولكن مشاركته في ال"كان" لم تكن مستحقة على اعتبار غيابه عن المنافسات الرسمية منذ فترة طويلة،وعليه فإنه كان من الأجدر التعويل على بن مصطفى وبن شريفية ودحمان الذي لعب مباريات أكثر بكثير من حسن الذي لم نعاينه إلا في عشر دقائق في مباراة أنقلترا وفي المباراة الودية ضد كرواتيا وبالتالي فإن المنطق يفرض عدم تشريكه في النهائيات الإفريقية لأنه كان بعيدا عن الجاهزية التي تمنحه حق المشاركة. وعن دور مدرّب الحراس في اختيار الحارس الأول للمنتخب، أشار الزيتوني إلى أن مدرب الحراس هو الوحيد القادر على التواصل مع حراسه وفهمهم والتعامل معهم واخراج أفضل ما لديهم ولكن هذا يتطلب طبعا خبرة وتجربة كبيرة لا يمتلكها مدرب الحراس الحالي حمدي الكسراوي الذي يحترمه كثيرا ويحترم تجربته الثرية ولكن تدريب حراس المنتخب يختلف عن تدريب حراس النوادي، فمرور الكسراوي بعدة نوادي لا يمكن أن يؤهله مباشرة للالتحاق بالطاقم الفني للمنتخب، فمن الضروري اكتساب الخبرة في النوادي للصعود إلى مستوى أعلى وهذا معمول به في كل المجالات، مشددا على أن الكسراوي لا يتحمّل مسؤولية الأخطاء التي ارتكبها الحراس في الدورة والتي تعود أساسا إلى الضغوط التي سلطها عليهم المدرب واعتماده سياسة التغيير بعد كل خطأ وهي سياسة خاطئة لا يمكن أن تطبق مع حراس المرمى، فهذا المركز حساس ويجب اعطاءه العناية اللازمة ومنح الحارس الأول ثقة ودعما كبيرا رغم حتى في حال ارتكابه للأخطاء.