تنطلق قريبا العودة الجامعيّة، ومع ذلك ما تزال دار لقمان على حالها فيما يتعلّق بالمؤسّسات الجامعية التي عاشت السنة الماضية على وقع إضراب اتحاد الأساتذة الباحثين الجامعيين التونسيين "إجابة". فالضبابية والغموض يظلان – والى حد كتابة هذه الأسطر - سيدي المشهد، وخصوصا بالنسبة لبعض الطلبة الذين لم يُختبروا إلى اليوم في امتحانات السنة الماضية والذين ما زالوا لا يعرفون إن كانوا سيمتحنون أم لا مع انطلاقة السنة الجامعية المرتقبة في ظل تهديدات "إجابة" اليوم بعودة جامعية ساخنة... فبدل أن يستغل طرفا النزاع فترة العطلة الصيفية لتسوية الخلاف العالق بينهما منذ سنتين بما يخدم مصلحة الطالب ومستقبل الجامعة العمومية إجمالا، يصر الجميع على أن يعلو صوت التعنت لنقف أول أمس على وقفة احتجاجية نظمتها "إجابة" أمام وزارة التعليم العالي تنديدا بقرار الوزارة القاضي باقتطاع أجور الأساتذة المضربين وإحالة بعض الإطارات التربوية على مجلس التأديب. وضعية دفعت بقيادات اتحاد الأساتذة الجامعين الباحثين التونسيين "إجابة" إلى التهديد بعودة جامعية "ساخنة" جراء تواصل ما وصفتها ب"سياسة التعنت المنتهجة من وزارة التعليم العالي في تفعيل اتفاقية 7 جوان 2017". ففي استعراضه لآخر التطورات الحاصلة بين وزارة التعليم العالي و"إجابة"، أورد المنسق الوطني المساعد لاتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين زياد بن عمر في تصريح ل"الصباح" أمس أن الوقفة الاحتجاجية الملتئمة يوم أول أمس الثلاثاء كانت تنديدا بالسياسة المُتوخاة من قبل وزارة التعليم العالي والتي عوض أن تسعى إلى تطويق الخلاف وإيجاد حل للازمة من خلال فتح باب التفاوض مجددا تصر على القيام بممارسات من قبيل إلصاق التهم الكيدية على شاكلة الطرق المتوخاة خلال العهد البائد. وفسر بن عمر ان التئام مجلس تأديبي لبعض الإطارات التربوية أول أمس هو الذي دفع إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الوزارة مساندة لهذه الإطارات. سبتمبر ساخن وبخصوص الأزمة التي طال أمدها بين اتحاد "إجابة" وسلطة الإشراف، أوضح بن عمر أن "إجابة" قد توجه برسالة مفتوحة إلى الرؤساء الثلاث دعاهم فيها إلى فتح قنوات الحوار والتفاوض قائلا: "بقدر ما كانت أيدينا مبسوطة للحوار والتفاوض بقدر ما كنا نُجابه بممارسات قمعية وديكتاتورية. لذلك فان شهر سبتمبر سيكون ساخنا في حال لم يتحمل الوزير مسؤوليته". وأضاف المنسق الوطني المساعد لاتحاد "إجابة" أن هناك بوادر لعودة جامعية ساخنة طالما أن الأزمة تراوح مكانها منذ سنتين بما أنه لم يتم تفعيل اتفاق 7 جوان 2017. وبخصوص بعض الطلبة الذين يواجهون اليوم مصيرا مجهولا كما يعيشون وضعية "مخجلة ومستفزة" بما أنهم لم يختبروا السنة الماضية في جميع المواد، عبر بن عمر عن أسفه لهذه الوضعية مشيرا إلى أن "إجابة" سعت مرارا وتكرارا إلى إيجاد حلول للازمة لكن ما من مُجيب. سياسة العصا الغليظة وانتقد بن عمر في هذا الإطار سياسية الوزارة التي وصفها بسياسية "العصا الغليظة" مفسرا في هذا الإطار أن سلطة الإشراف وعوض أن تسعى إلى إيجاد حلول تزيد كل مرة الطين بلة من خلال ممارساتها التي تقوم على سياسة التعنت والتصعيد على غرار قرارها القاضي سابقا بتجميد التغطية الصحية إلى جانب انتهاج سياسة قطع الأجور حيث عمدت مؤخرا إلى اقتطاع أسبوع كامل على امتداد 3 أشهر، ليخلص في ختام حديثه إلى دعوة الحكومة مجددا للتدخل قصد تطويق هذه الأزمة. كل المؤشرات تنبئ بأن شهر سبتمبر القادم سيكون حاميا ما لم يتم فض الإشكال، ومن هذا المنطلق حري بالحكومة أن تتحرك قبل أن يذهب مستقبل الآلاف من الطلبة ضحية تجاذبات لا ناقة لهم فيها ولا جمل... منال حرزي