على إثر الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها معتمدية جلمة، على خلفية تردي الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في الجهة، تنقلت "الصباح نيوز" على عين المكان وتحدثت لمجموعة من المواطنين. حيث تؤكد صابرة، 41 عاما، إحدى متساكنات جلمة، ل"الصباح نيوز" أن عديد المواطنين في المنطقة يعانون من أمراض الكلى بسبب تلوث مياه الشرب في المنطقة، وعدم ولوجهم لمياه نظيفة، وتضيف في هذا السياق " مدينتنا معروفة بالثروة المائية لكننا لا نتمتع بها، الدولة استخسرت فينا حقنا في الشرب، وحولت مجراه للولايات المجاورة، لا نبغض جيراننا لكن نحن أصحاب حق وأولوية في مياه نظيفة لنا ولأطفالنا، لكن الدولة تتجاهلنا وكأننا لسنا تونسيين". عشرات المواطنين الذين تحدثت إليهم الصباح نيوز يؤكدون أن هناك مشكل مياه حقيقي، وأكثر من 300 عائلة لا تصلها المياه الصالحة للشراب، والحي الشمالي من جلمة خير مثال على ذلك. البطالة والأحلام المقبورة حمزة السايبي 24 عاما، يتحدث ل"الصباح نيوز"، بحرقة عن بطالة طالت، وسنوات تمر هباء دون تحقيق أبسط الأحلام، الحصول على عمل حتى يحيا حياة كريمة. "جلمة منكوبة، منذ نعومة أظفارنا، ونحن نعيش فيها دون الظفر بشيء" الدولة لا تريد لا الحياة، حتى ثروتنا المائية لا نتمتع بها، خلال 2018 تم تحويل المياه بالقوة العامة لصفاقس، بعدما حاولنا منع ذلك". أما بلال السلطلني 27 عاما، صاحب شهادة عليا في العلوم التقنية، ومتخرج منذ 2012 وإلى حد الآن عاطل عن العمل، " نحن هنا نفتقر لكل شيء، وكأننا ميتون، المنظومة الوحيدة التي تعمل، هي أنفاسنا، مقبرون على قيد رضاء الدولة، الدولة التي أهملتنا واحتقرتنا عن سبق إصرار وترصد. حتى المستشفى الجهوي الذي وعدت ببنائه، ورصدت له ميزانية 52 مليون دينار، منذ 2015 بإيعاز من البنك الكويتي، لم نر طوبة واحدة وضعت على أرضه.