في عنق الجمل أين تمارس الرمال سحرها الأصفر والشمس عند المغيب سحرها البرتقالي وديكور فيلم حرب النجوم سحره الأبيض ليبدو الديكور كفضاء خارج الأرض والمجرّة يعيش في خيال علماء الفضاء ومحبي أفلام الخيال العلمي، انتصبت 15 خيمة في الهواء الطلق وعشرات الطاولات والكراسي تتوسّطهم نار ضخمة للتدفئة، على الطاولات جلس ضيوف من نوع آخر ليسوا بوزراء ولا سفراء ولا سياسيين بل عمال وأعوان وموظفي بلدية نفطة من ولاية توزر في اطار حفل عشاء ينظم على شرفهم بمناسبة مرور 100 سنة على تأسيس بلدية نفطة. وبعد العشاء الذي حضره أيضا عائلات وأطفال الأعوان والموظفين المعنيين عزفت 4 فرق موسيقاها وكل فرقة قدّمت وصلتها على حدة على غرار حضرة لفرقة "العلوية سيدي بوعلي" واسطمبالي "البنقة" والطبل والزقايري التي تمثّل موسيقى البدو مع فقرة للرقص بالجرّة حيث وصل عدد الجرار التي رقص بها الراقص على أنغام الطبل وهي على راسه الى 8. كما تم اطلاق 100 شمعة طائرة في السماء بعد حلول الظلام مباشرة، ويأتي هذا العدد تماشيا مع عدد السنوات التي مرّت منذ نشأة البلدية. وقال محمد بن طاهر منسق تظاهرة احتقالية بلدية بمائويتها ل "الصباح نيوز" أنه تم في منطقة عنق الجمل تكريم أكثر من 250 عاملا وموظفا واداريا من المتقاعدين ومن الذين لا يزالون يباشرون عملهم، وأن التكريم موجّه الى جيلين كاملين. وأوضح بن طاهر أن العديد من العمال الحاضرين ويمكن نصفهم لا يعرفون منطقة عنق الجمل ولم يزوروها من قبل، وأنهم اختاروا هذه المنطقة لأنها تمثّل أصالة نفطة وجوّها الخاص. واعتبر خالد العقبي رئيس لجنة احياء مائوية بلدية نفطة أن الغاية الحقيقية هي تحفيز المواطن والسلط المعنية للالتفات للمدن العريقة الذين ليسوا كثر في تونس اذ أن بلدية نفطة تحيي مئويتها مع بلدية قرطاج، يعني أنه قلة من البلديات من لديها عراقة في العمل البلدي وبالتالي هذه رسالة للسلطة والحكومة الجديدة التي في طريقها للتشكل قريبا للالتفات لهذه المدن وايلائها الاهتمام اللازم باعتبارها مدن ضاربة في القدم تاريخيا وفيها معالم وآثار لابدا من صيانتها وأن وزارة الثقافة محمول عليها عبء كبير ومسؤولية كبيرة في هذا الجانب على خلفية أنه في نفطة لوحدها يوجد ما يقارب 80 مسجدا كلهم يحتاجون للصيانة والعناية وأيضا البراطيل التي تمثل فضاء معماري أهلي معروف، مُوضّحا أنه حتى المدينة العتيقة تتعرّض الى تشويه بالمباني الجديد وبقيت بلا صيانة كافية فقط صيانة لا تفي بالغرض، وأنه لابدا من الاعتناء بالجانب الاقتصادي والمعاشي في المدنية العتيقة من خلال تنشيط المدينة وتشجيع الانتصاب فيها وهذا لا يتم الا بجهود مشتركة بين البلدية والمجتمع المدني ووزراة الثقافة والمعهد الوطني للتراث.