- تتوزع قرابة ال 500 مؤسسة شبابية على المستوى الوطني فقدت دور الشباب خلال السنوات الأخيرة إشعاعها على المستوى الوطني وتضاءل دورها المجتمعي من مؤسسة تربوية تعمل على مرافقة وتأطير فئة عمرية عريضة من الشباب تبدأ من سن ال 15 سنة وتصل إلى غاية سن ال35. ومنذ انطلاق تركيز شبكة دور الشباب في تونس خلال الستينات (1963) سعت دولة الاستقلال الى تعميمها على مختلف ولايات ومعتمديات البلاد، وكانت من ابرز الهياكل التي نجحت في مرافقة ونحت شخصية الشاب التونسي وحمته في الكثير من المناسبات والتحولات الاجتماعية من مخاطر الانحراف والتشدد. ومثلت طيلة 57 سنة الآلية الأفضل لترشيد استغلال الشاب لأوقات فراغه وتوجيه ميولاته داخل فسيفساء من النوادي العلمية والثقافية والإعلامية والرياضية... ويعود تراجع قيمة دُور الشباب حسب المتابعين إلى أكثر من عامل، لعل أبرزها ضعف الدعم الموجه لها والذي دفع عددا منها إلى الغلق بعد أن عانت ولسنوات من تراجع مستوى الصيانة داخلها هذا فضلا عن النقص المسجل في الموارد البشرية داخل المركبات وخاصة الأساتذة والمختصين المشرفين على النوادي. ورغم إقرار وزارة الشباب والرياضة بالنقائص المذكورة، فهي لا تعتبر ان دور الشباب او المؤسسات الشبابية قد فقدت دورها وموقعها في المجتمع التونسي، فهي مازلت تؤدي دورها التاطيري والمرافق للشاب في مختلف الولايات والمعتمديات، وهي بصدد تطوير نفسها وتقديم خدمات جديدة تتماشى مع العصر والمتطلبات الجديدة للشاب التونسي. وسنويا يعرف عدد المنخرطين في دور الشباب تطورا عدديا ووصل سنة 2018، حسب مصدر من وزارة الشباب والرياضة ال116 الفا و476 شابا منهم 74 ألفا و696 ذكورا او41 ألفا و580 إناثا. وتعتبر الأنشطة الرياضية والتلفزات وراديو الواب الأكثر استقطابا للشاب التونسي اليوم. ووفقا للارقام الصادرة عن وزارة الشباب والرياضة، تتوزع قرابة ال 500 مؤسسة شبابية على المستوى الوطني تعمل من خلالها الدولة على تغطية أكثر ما يمكن من المناطق وضمان وجود خارطة جغرافية تضمن وجود دور شباب بكل معتمدية فضلا عن وضعها لبرامج تغطي ارياف وعمادات ومعتمديات وعدد من الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية بمراكز المدن. وتنقسم المؤسسات الشبابية الى أكثر من صنف، فنجد دور الشباب قارة دون مراكز إقامة وتعد حسب الإحصائية التي تحصلت عليها «الصباح» 320، ودور الشباب بمراكز إقامة وعددها 20 وهي هياكل مدعمة على المستوى الجهوي بمركبات شبابية دون مركز إقامة وعددها 8 ومركبات شبابية ذات مراكز إقامة وعددها 24. وللوصول الى كل شاب تونسي اقرت وزارة الشباب والرياضة، 47 دور شباب متنقلة تعمل في الارياف و30وحدة تنشيط موجهة للاحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية. هذا وتشمل شبكة دور الشباب ايضا 23 مركز اصطياف و24 وحدة رحلات سياحية. وتعترف وزارة الشباب والرياضة بمحدودية الدعم الموجه للمؤسسات الشبابية والذي كان من ابرز مخلفاته محدودية الصيانة ونقص الاعوان والإطار المشرف على النوادي وعدم قدرة الوزارة على ادراج عدد من المؤسسات المحدثة حيز العمل في مواعيدها المحددة. فباب الانتداب بالوزارة أُغلق منذ حوالي ال 6 سنوات ما جعلها اليوم غير قادرة على تغطية حاجياتها او افتتاح مؤسسات شبابية جديدة ومزيد توزيع خارطتها.. ولمواجهة هذه النقائص قامت الوزارة بانتداب 53 اطارا جديدا من خرجي التنشيط الشبابي مؤخرا، سيتم تدعيمهم ب 16 إطارا آخر خلال الاشهر القادمة. وتعمل في نفس الوقت الوزارة على تركيز مقاربة جديدة لدور الشباب تأخذ بعين الاعتبار الاهتمامات والاحتياجات الجديدة للشاب وفي الإطار ومن اجل تغطية جزء من النقائص المسجلة داخلها فيما يهم الإطارات والمشرفين، قامت بإمضاء 14 اتفاقية شراكة مع جامعات رياضية. كما اتجهت الى تركيز مؤسسات الجيل الثاني بدأت ب24 تلفزة او راديو- واب وفضاء العاب غطت 24 ولاية تم الترفيع فيها لتشمل عددا جديدا من دور الشباب ومن المنتظر ان تصل الى 100 مؤسسة مع نهاية السنة الجارية 2020. ريم سوودي