*محمد الجبالي اسم قبل اليوتيوب لذلك مقاييس نجاحي مختلفة *"شلة المخرج" تتحكم في بعض الاعمال الدرامية وغيابي عن تمثيل مؤقت بعد 30 سنة من التجربة ورصيد فني ثري ومتنوع، يقف محمد الجبالي اليوم متأملا وباحثا في الوقت نفسه في مسيرته وانتاجاته القادمة.. التجديد عنوان دائم لأعماله فهو المطرب، الذي غامر بالكتابة والتلحين وهو الفنان، الذي لم يخشى أداء الأدوار والشخوص فكان ممثلا على الشاشة كما على ركح المسرح. محمد الجبالي في حواره مع "الصباح الأسبوعي" أكد أنه سيظل دوما مطربا بالأساس لكن اتجاهه لفنون أخرى ومحاولة البحث في عوالمها يمنحه صفة الفنان المحببة لقلبه .. غنى محمد الجبالي للعمالقة أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، علي الرياحي وغيرهم من مطربي الزمن الجميل .. وقف أمام جماهير الأوبرا وأكبر المسارح التونسية والعربية.. بداياته الأولى في "نجوم الغد"، الفرقة الوطنية للموسيقى واعتلائه مسرح قرطاج وهو في 19 من العمر، لم تدفع هذا الفنان للغرور بقدر ما فرضت عليه للعمل أكثر والثبات على خياراته الفنية. "الصباح الأسبوعي" تحدثت مع محمد الجبالي عن جديده واستعداده للموسم الفني الصيفي ومهرجان قرطاج كما تناولت معه جديده "سامحني لا تصافحني" أحدث أغاني المطرب التونسي التي طرحها بدافع التوعية والدعم في مواجهة فيروس كورونا. حاورته: نجلاء قمّوع *دعما منك لحملة مجابهة كورونا، طرحت أغنية "سامحني لا تصافحني" فكيف كانت ردود الفعل الاولى ؟ - هناك تفاعل من متابعي أعمالي وكانت ردود الفعل إيجابية ومؤثرة وهو ما أسعدني خاصة وأن الجمهور بدأ يتمعن في كلمات الأغنية في ظل الاستهتار، الذي لاحظته تجاه مخاطر فيروس كورونا ودفعني لتقديم أغنية "سامحني لا تصافحني".. الناس بدأت تعي المخاطر وتتناقش في أساليب الوقاية من الفيروس والتدابير اللازمة وهذا مهم. *هل مازال للفنان أو الشخصية العامّة تأثيره في توجيه الجمهور خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة؟ - أؤمن برسالة الفنان التوعية وهو جندي في بعض الظروف، وقبل أن يكون فنانا فهو مواطن وفي كلا الحالتين من واجبه المساهمة في احتواء هذا الوباء. شخصيا استفزني الوضع فكتبت الكلمات ولحنتها ثم انطلقت مباشرة لتسجيلها في الاستديو أين وجدت كل الدعم من الموزع حسام البجاوي والمخرج معاذ الغالي واللذان بادرا بدورهما في تنفيذ الأغنية معي وطرحت الكليب على قناتي على اليوتيوب وهو عمل هدفه توعوي بالأساس لم يتقضى عنه أي طرف أجرا وكان مبادرة من قبلنا وفي هذا السياق أشكر كل من حسام البجاوي ومعاذ الغالي على مساهماتهما في "سامحني لا تصافحني". *طرح أغنية "سامحني لا تصافحني" كان في خضم تحضيرك لإصدار أعمال جديدة؟ - صحيح أستعد لطرح ألبوم جديد يضم 8 أغاني وهي أعمال أصدرتها منفردة "سينغل" وأرغب في جمعها في ألبوم وأعتقد أنه من المهم أن يوثق الفنان لأعماله خاصة وأني من الجيل المخضرم، شهد أوج فترة الألبومات ويعيش اليوم على وقع المنصات الافتراضية .. ومن بين أغاني الألبوم "الزين"، العمل التونسي التركي "انت aşkim"، "يامّي على فراقك" وإعادة للأغنية المغربية "ليلي طويل" ليونس مقري وقد قمت بتصوير أربع أغاني من هذا الألبوم. *هل اصدار ألبوم هو اقرار ضمني من قبلك أن تسويق الأغاني على النات غير كافي؟ - الألبوم مكلف ومن الصعب انتاجه في سنة واحدة أو سنتين بالنسبة للفنان التونسي والأعمال، التي سأطرحها في الفترة المقبلة هي نتاج عمل منذ سنة 2014 إلى اليوم. ولكن أعتبر طرح الألبوم إنجاز أمّا توثيق وترويج الأغاني على اليوتيوب، المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي إضافة بالنسبة لي، لها فعاليتها ومساحتها من استراتجية تقديم العمل للجمهور لكن لا تمثل أساس تسويقي للأغاني. *لكن هناك أعمال وفنانين كان اليوتيوب والوسائط الحديثة وراء نجاحهم ألا تعتقد أن العصر تغير وأًبح التسويق الافتراضي عاملا أساسيا لنجاح الأغنية؟ - لا أقلل من أهمية ترويج الأغاني على مواقع الانترنت.. صحيح هناك فنانين صنعهم اليوتيوب وهو مقياس نجاحهم لكن محمد الجبالي اسم قبل اليوتيوب لذلك مقاييس نجاحي مختلفة .. نبض نجاحي الجمهور في حفلاتي وعلى المسارح ودور الأوبرا وهذا لا يعني استنقاصا من متابعي على الانترنت أو تجاهلا للوسائط الحديثة بل احتراما لرصيدي ولجيلي من الفنانين الذين اعتلوا المسارح وقدموا أعمال منحوها الكثير من الجهد لتنتشر بين الجمهور خاصة في ظل تجاهل بعض الوسائل السمعية البصرية للمنتوج الغنائي التونسي. *غائب منذ فترة عن التمثيل هل طويت هذه الصفحة من تجربتك أم هناك أسباب أخرى لغيابك؟ - لا أبدا، أحب التمثيل وأرغب في مواصلة التجربة.. هناك أعمال تدار بمنطق العلاقات و"شلة المخرج" لذلك لم تقترح علي وهناك أعمال اقترحت علي ورفضتها لعدم اقتناع بالدور ومدى قدرته على تقديم الاضافة لي ومع ذلك مازلت في انتظار الفرصة التي ترضيني للعودة لهذا المجال. *علمنا أنك تستعد لمهرجان قرطاج 2020؟ - في الحقيقة الوضع الحالي مازال مقلقا بسبب انتشار فيروس كورونا ولا ندري متى تعود الفعاليات الفنية والثقافية لسالف نشاطها.. ومع ذلك نحن قدمنا ملفا متكاملا لمهرجان قرطاج وغيره من المهرجانات الصيفية التونسية وستكون الأعمال المقترحة بتوزيع جديد، القديمة منها والجديدة مع أركستر يجمع كل آلات وإيقاعات الموسيقى بقيادة زياد الزواري.