ألقت الحكومة الليبية، أمس الجمعة، باللائمة على محتجين، نتيجة أزمة الوقود التي تشهدها العاصمة طرابلس، بعد أن أغلقوا الطرق إلى مرفأ النفط الغربي الرئيسي، مما ترك محطات الوقود بدون إمدادات جديدة. واستخدم المحتجون أكواما من الرمال لغلق كافة الطرق المؤدية إلى ميناء الزاوية، مطالبين بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، وتعزيز الإجراءات الأمنية في شرق البلاد المضطرب. ودانت الحكومة أفعال المتظاهرين باعتبارها "غير مقبولة"، وقالت إن ناقلات النفط موجودة في ميناء الزاوية ومستعدة لتفريغ حمولتها. وميناء الزاوية هو المصدر الرئيسي للبنزين لطرابلس وغرب ليبيا. ويتعين على الدولة الغنية بالنفط أن تصدر النفط الخام وتستورد البنزين من الخارج. حل مؤقت وقد تكون ليبيا قد تحاشت انهيارا للدولة، حينما أبرمت اتفاقا مع المسلحين في الشرق على إعادة فتح موانئ نفطية بسطوا سيطرتهم عليها، إلا أن التأخير الناجم عن أسباب فنية وظهور بوادر انشقاق لمؤيدي النظام الفيدرالي يهددان بتعطيل الإنتاج مجددا. وكانت الحكومة الليبية قد توصلت الأحد الماضي لاتفاق مع إبراهيم الجضران، زعيم المسلحين في شرق البلاد، على إعادة فتح ميناءين نفطيين تحت سيطرتهم ورفع حصار مستمر منذ تسعة أشهر عرقل صادرات النفط الخام. وقال نشطاء بالشرق إن الكثير من زعماء القبائل أعربوا عن سعادتهم بالاتفاق الذي يدعو لتشكيل جهة مراقبة مستقلة لمتابعة إيرادات النفط. ويرى الناشط زيد الرقاص، المطالب بالنظام الفيدرالي في الشرق: "الاتفاق جيد جدا لأن الحكومة تعترف -بشكل غير مباشر- بحركة برقة. في ظني سيتم فتح الموانئ لنرى مصداقية الحكومة." استياء في المقابل، يشعر البعض في الشرق بالاستياء، لأن الجضران تفاوض على مرتبات ومتأخرات تخص أنصاره الذين كانوا يعملون في حرس المنشآت النفطية قبل أن ينشقوا في أغسطس للسيطرة على الموانئ. ويقدر عدد هؤلاء بين 3000 و4000 شخص. وقال متحدث باسم حرس المنشآت النفطية: "الناس قلقة من الاتفاق، ومن أن يأخذ رجال الجضران أموالا لا يستحقونها، حينها كثيرون سيتظاهرون." من جانبه، قال بلقاسم المغربي، أحد المطالبين بوظائف في الزويتينة، "إن المجموعة مازالت تنتظر لتعرف إن كانت الحكومة ستوفر فرص عمل. وإن لم يحدث فسيغلقون الميناء مرة أخرى". ويرى مراقبون أنه حتى لو استأنف الشرق العمليات بشكل طبيعي، يظل من الصعب التكهن إلى أي مدى يمكن أن تؤجج الأزمة السياسية في البرلمان الاحتجاجات في الغرب. (سكاي نيوز عربية)