قال وزير الدفاع الوطني غازي الجريبي ان الوضع الامني المعقد وبروز الارهاب وانتشار الجريمة المنظمة بمختلف أشكالها ومخاطر العبور غير المشروع التي اتخذت من المناطق الحدودية الوعرة والنائية مأوى لها أصبحت تشكل تهديدا جديا لامن المنطقة واستقرارها وشدد وزير الدفاع الوطني لدى افتتاحه اليوم الثلاثاء لندوة وطنية حول التخوم بالبلاد التونسية عبر العصور اهمية تأمين الحدود اليوم سيما في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة وتنامي ظاهرة الارهاب. ودعا الجريبي الى تعزيز التعاون الامني مع دول الجوار سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الاطراف مذكرا باتفاقية التعاون في مجال تأمين الحدود المشتركة التي أبرمتها تونس مع الجزائر خلال الاسبوع الماضي. وتهدف هذه الاتفاقية الى تنسيق العمل الميداني وارساء تعاون عملياتي في المجال وتبادل المعلومات ومكافحة الارهاب وبين وزير الدفاع أهمية أن تتبع المعالجة الامنية مقاربة تنموية شاملة ويتم العمل على فك عزلة المناطق الحدودية وذلك بتنميتها والنهوض بسكانها حتى يكونوا جبهة دفاعية متقدمة تدعم عمل مختلف التشكيلات العسكرية والامنية بهذه المناطق حسب تعبيره من جهة أخرى تطرق الوزير الذي يترأس اللجنة الوطنية للتاريخ العسكري الى القيمة التاريخية والحضارية للتخوم التونسية داعيا الاساتذة الجامعيين والباحثين المدنيين والعسكريين الى تثمين التراث العسكري وذلك لمزيد دعم ملف قبول تونس لدى منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو لادراج هذه التخوم بقائمة التراث العالمي. وتعني التخوم حسب المفهوم الاستراتيجى المناطق الدفاعية التي تحمى الدولة من الاعتداءات والغزوات المفاجئة باعتبارها مناطق واسعة حيث انها تمتلك العمق الجغرافي الذي يعطي للدولة فرصة اعداد الخطط الدفاعية لمواجهة الاعداء ومنع تقدمهم داخل أراضيها . من جهته أكد نائب رئيس اللجنة التي تأسست سنة 2003 على أهمية تواصل المؤسسة العسكرية مع الهياكل الجامعية والوطنية المعنية بمجال تثمين التراث المادي واللامادي مشيرا الى أن العديد من الوثائق والمخطوطات المحفوظة بالمؤسسات التابعة لوزارة الدفاع في حاجة الى المعالجة ويتضمن برنامج الندوة التي تنظمها اللجنة الوطنية للتاريخ العسكري التابعة لوزارة الدفاع الوطني على امتداد يومين بالمركز الوطني لرسم الخرائط والاستشعار عن بعد بتونس على عدة مداخلات تتمحور بالخصوص حول وادي سرت ملاق حد تاريخي منذ القديم الى الفترة الحديثة و التخوم الرومانية في تونس و التحصينات العسكرية على الحدود التونسية الليبية خلال الفترة الاستعمارية.