ليس المجال في الساعة الحاضرة للحديث عن البنية التحتية الهشة و المهترئة نتيجة الغش و الفساد في الصفقات العمومية على مدى عشرات السنين و لا عن قنوات تصريف المياه التي لا تستوعب كاسا من الماء فما بالك بامطار طوفانية و ليس الظرف مناسبا لتحديد المسؤوليات و التفكير في طرق التوقي المستقبلية ,اذ نحن امام وضعية استعجالية تستوجب تجنيد كل امكانيات الدولة المتاحة من حماية مدنية وجيش وحرس و.....من اجل مجابهة الكارثة التي حلت باهالينا في ولاية نابل و الحقت اضرارا جسيمة بالممتلكات و المباني نسال الله ان لا تشمل مزيدا من الارواح البشرية . في هذا الاطار ,فاني اناشد جميع المواطنات و المواطنين و في ظل الازمة السياسية المتواصلة منذ اشهر وفي ظل الظروف المعيشية القاسية الحالية, بان يستحضروا لحظات التضامن الرائعة ابان ثورة الحرية و الكرامة عندما تكاتف الجميع من اجل حماية احيائهم و قراهم و مدنهم ضد المخربين و المجرمين و تقاسموا القوت و الغطاء و وصل الامر الى حد استقبال و ضيافة اشقائنا الليبيين في منازلنا و بين عائلاتنا . نعم يتوجب علينا جميعا ان نتضامن ضد الظروف القاسية التي تواجهنا و ان لا نعول كثيرا على دولة غارقة في المديونية تكاد تعلن افلاسها ,ولازالت للاسف تتقاذفها رياح التجاذبات والصراعات السياسوية الفجة و الانتهازية المقيتة . و اطلب في نفس السياق من الحكومة بان تعلن بصفة استعجالية عن فتح حساب جاري لجمع التبرعات لفائدة منكوبي الفياضانات و الكوارث الطبيعية في كامل انحاء الجمهورية ,مع الحرص الشديد على الشفافية ومحاسبة من تخول له نفسه الاستيلاء على اموال الترعات المواطنية ,علنا نرمم على الاقل بعضا من معنوياتهم المنهارة و نخفف عنهم بعض الامهم . و ليكن تضامننا الوطني و بغض النظر عن الاختلافات السياسية او الايديولوجية, قاسمنا المشترك و سلاحنا الابدي ضد صعوبات الحياة و مصائب الدهر و كما تقول امثالنا الشعبية : "حمل الجماعة ريش" و "الدنيا فيها الموت "و "سعدك يا فاعل الخير" . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» و قوله صلى الله عليه و سلم : " ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه". و قوله صلى الله عليه و سلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " و شبك بين اصابعه .