ربما يمكن الانطلاق من سؤال مهم حول ما يحصل داخل نداء تونس وهو : هل أن حنكة الشاهد السياسية هي التي عززت موقفه وموقعه كرئيس حكومة وفي داخل حزبه أيضا أم أن الأخطاء التي ارتكبها حافظ قائد السبسي هي التي أوصلته الى هذه النتيجة؟ هنا لا بد من الاشارة كون المدير التنفيذي للنداء ارتكب أخطاء كثيرة بل وفادحة لكن ان كان الشاهد قد استغلها أم فهذا أمر مفصول فميزة السياسي هي أنه يستغل ويستثمر الاحداث والأخطاء خاصة لدى غرمائه. أهم خطأ ارتكبه حافظ هو أنه همش الشخصيات التي لها وزن كبير واحترام في النداء على غرار بوجمعة الرميلي وهو مجرد مثال وعمل على تجميع شخصيات أخرى بعضها معروف عنه كونه يغير موقفه وموقعه وفق مصالحه . الخطأ الثاني أنه لم يستمع الى النصائح بضرورة ارساء هياكل الحزب وعقد المؤتمر الوطني وهو ما جعله مديرا للحزب غير شرعي . الخطأ الثالث أنه لم يحسن التفاوض مع النهضة حليفه القوي ودفعه لينقل تحالفه مع الشاهد بعد أن رأى أن النداء شق حافظ ضعف ويكاد ينهار . كل هذه الاخطاء استطاع الشاهد استثمارها والاستفادة منها لكن الى حين لأن أي اجراء بمغادرة حافظ للنداء معناه أن نداء آخر سيظهر وستكون هناك فرصة للتوحد وقد يكون القرار بإبعاد المتخاصمين معا.