جددت العملية الارهابية التي حصلت في شارع بورقيبة بقلب العاصمة الاهتمام بضرورة دراسة تحركات هذه المجموعات وخاصة استخدام ما يعرف عند الخبراء الأمنيين وفي شؤون الإرهاب "بالذئاب المنفردة" .هذا الاهتمام له أسباب عديدة منها أن هذا الأسلوب صار رائجا من قبل الارهابيين بما في ذلك في الدول الأوروبية اضافة الى الضربات التي تلقاها تنظيم داعش ما جعل الخلايا عاجزة عن التواصل مع قياداتها المجهولة . لكن هنا أيضا علينا أن نركز على سبب آخر مهم وهو حرب أخرى خاضتها أجهزة الاستخبارات في مختلف أنحاء العالم خاصة الكبرى منها وتحديدا في أوروبا والولايات المتحدة وحتى منطقة الشرق الأوسط .الحرب التي نعنيها هنا هي ضد تبييض الأموال التي يذهب جزء هام منها نحو تمويل الجماعات المتشددة والارهابية وعملياتها بمعنى أن هناك حربا الكترونية تدور رحاها في الخفاء أدت الى تجفيف منابع تمويل هذه الجماعات. كل هذا أدى الى عزل المتشددين عن بعضهم وعن مراكزهم بالتالي تحولوا الى خلايا نائمة لا تجد من يحركها ويوجهها . من هنا كان العمل أو رد الفعل هو التحول الى النشاط الارهابي ضمن مجموعات صغيرة غير منظمة وكما قلنا معزولة عن قيادة واضحة وهي التي تطلق عليها أجهزة المخابرات بالذئاب المنفردة أي أنهم أفراد أو مجموعة صغيرة معزولة صارت تخطط لعمليات من تلقاء نفسها فما يجمعها بالقاعدة أو تنظيم الدولة هو الايديولوجيا والأهداف المشتركة لكن الأسلوب تغير وفق الضرورة والوضع الجديد. وفق تقرير استخباراتي أوروبي صدر منذ أشهر قليلة فان هذه الخلايا باتت بلا تمويل أو أن تمويلها قليل لذلك فهي تعتمد على التخطيط لعمليات ارهابية بأقل التكاليف فيستخدمون أدوات ونوعيات من المتفجرات رخيصة الثمن وبدائية يمكن صناعتها من مواد تشترى من الأسواق العادية كما أنهم يستخدمون الأنترنت لصناعة متفجرات أو عبوات ناسفة أو حتى أحزمة متفجرة لكنها بدائية . بالنسبة للهدف الأساسي لهذه الخلايا فهو اثبات الوجود وكون داعش أو القاعدة لم تنتهي لذلك هم يسعون للإثارة والترويج لهم خاصة اعلاميا بدون قصد أي أنها حرب نفسية أساسا . محمد عبد المؤمن